استهواه الفن وعشقه فترك الطب لأجله، ورغم موهبته إلا أنه لم يقدم سوى أدوار ثانوية بسيطة ولكن فارقة، استطاع أن يحفر بها اسمه في تاريخ الفن، إنه الفنان مخلص البحيرى، الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ78، إذ ولد في 15 سبتمبر عام 1943.
ولد الفنان مخلص البحيرى في البدرشين في الجيزة، وتخرج في كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، وعمل لسنوات طبيبًا بيطريًا فى وزارة الزراعة، ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1973، واتجه إلى العمل بالمسرح والتليفزيون وعمل فى البيت الفنى للمسرح.
قدم عددا من الأعمال بين السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أبرز أفلامه " ناصر 56، وأيام السادات، أرض الخوف، وحكايات الغريب، والساحر، وشارك فى العديد من المسلسلات منها رد قلبي، والفجالة، ويا رجال العالم اتحدوا"، كما قدم للتلفزيون " لن أعيش في جلباب أبي، ومازال النيل يجري، أوبرا عايدة"، أما علي خشبة المسرح قدم "أهلا يا بكوات، الساحرة، غراميات عطوة أبو مطوة".
ورغم تجسيد "البحيرى" لعدد من الشخصيات خلال مشواره، إلا أن منها شخصيات معينة تركت بصمة خاصة في قلوب الجمهور، منها شخصية "سيدي كشري"، التي جسدها خلال أحداث مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، حيث جسد مخلص شخصية ابن البلد الذى رغم فقره يمتلك عزة نفس وكرامه.
كما أبدع في تقديم شخصية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وذلك خلال فيلم "أيام السادات" للمخرج محمد خان والفنان الراحل أحمد زكى، وميرفت أمين ومنى زكى، واستطاع أن يؤدى الدور، رغم أن مساحة الدور لم تكن كبيرة، فظهر فى أحد المشاهد حيث كان السادات يبلغه باتخاذه قرار الحرب، وهو يمسك بـ"السيجار" الكوبى الذى اشتهر به.
وبعد الحياة الهادئة والبسيطة التي عاشها الفنان "مخلص البحيرى"، في 29 أغسطس عام 2001، كتب السطر الأخير في حياته، لتكن نهايته مآساوية ففي ذلك التوقيت كان له موعد مع القدر بعدما استقل سيارته، متجها لقضاء عطلته الصيفية بالساحل الشمالي، برفقة زوجته كريمة لبيب، وابنته مي، وابنه الأصغر مروان، وشقيقة زوجته، وفي طريقهم اعترضت طريقه سيارة أخرى، وانقلبت سيارته عدة مرات، على طريق الصحراوي بين الإسكندرية والقاهرة، ليرحل عن عالمنا عن عمر يناهز 58 عاما، هو وزوجته ونجله، بعد نقلهم لمستشفى الإسكندرية الجامعي، بينما نجت ابنته وشقيقة زوجته.