يمر اليوم 15 عاما على رحيل الفنان الكبير وأستاذ الكوميديا فؤاد المهندس الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 16 سبتمبر من عام 2006 بعد رحلة عطاء فنى جعلته أحد أعمدة الكوميديا في مصر والعالم العربى وتتلمذ على يديه العديد من نجوم الفن والكوميديا وترك خلالها رصيداً فنياً ضخماً سجل اسمه في سجلات المبدعين الخالدين.
ولد فؤاد المهندس فى حى العباسية، في 6 سبتمبر من عام 1924 ووالده زكى المهندس عالم اللغة وعاشق اللغة العربية، وكان فؤاد الثالث بين أشقائه الأربعة، صفية المهندس المذيعة الشهيرة، و درية، وأصغرهم سامى الذى كان شديد الشبه بشقيقه ، وتميزت هذه العائلة بخفة الظل وحب الكوميديا.
عشق فؤاد المهندس الفن منذ صغره وكان يمثل في المسرح المدرسى وعندما التحق بالجامعة عمل بفرقة كلية التجارة ، وعين موظفاً بمسرح وفرقة الجامعة، وتبلورت موهبته الكوميدية وكان مغرما بنجيب الريحانى، والتقى به وقال له الريحانى: «مش عاوزك تقلدنى عاوزك تكون فؤاد المهندس»، وبعد الجامعة اشترك فى فرقة «ساعة القلب» وبدأت شهرته، وقدم العديد من أهم الأعمال السينمائية والتلفزيونية والإذاعية كما قدم عدد من الأغانى والاستعراضات رغم انه لم يكن مطرباً ، وتميز في فوازير عمو فؤاد التي قدمها للأطفال.
وفى حوار مع محمد فؤاد المهندس ابن الفنان الكبير قال أنه يمكن تقسيم الأولويات الفنية لدى والده الراحل إلى أربعة أقسام، أولها وأهمها المسرح الذى كان يعشقه، وكان يعتبره أهم ما فى حياته، ثم الإذاعة، ثم التليفزيون، ثم السينما.
أما عن طقوسه في المسرح، فأشار الابن إلى أن والده كان يحرص على الذهاب مبكرا، فإذا كانت بداية العرض فى العاشرة يذهب فى الثامنة ويطمئن أن الجميع حضر، ويبدأ فى ارتداء ملابس الفصل الأول الساعة 9، ويخلو المسرح تماما خلال هذه الفترة ويقف الأستاذ وراء الستارة ويبدأ فى قراءة القرآن ذهابا وعودة، ولا يجرؤ أحد على أن يقاطعه أو يتحدث معه خلال هذه الفترة، وبعدها يدق ثلاث دقات معلنا بداية العرض، وكان يحرص على العمل بالمسرح حتى فى أصعب أوقاته.
وكشف محمد فؤاد المهندس أن والده قام بالتمثيل فى مسرحية «إنها حقا عائلة محترمة» وهو مصاب بالجلطة ويضع جهاز تنظيم ضربات القلب، وأنه فى أصعب لحظات المرض كان يقوم مثل الحصان للتمثيل بالمسرح، ويقول «صحتى بتيجى على الشغل، فما بالك لو مسرح»،
وكشف ابن فؤاد المهندس أن والده كان يعشق كوكب الشرق أم كلثوم حتى انه تزوج من والدته لأنها تشبه كوكب الشرق ، وقال محمد فؤاد المهندس :" والدى ووالدتى كانا جيران فى حى العباسية، وكانت والدتى من عائلة السرجانى المعروفة، و أبى من عشاق أم كلثوم، وعندما رأى والدتى جذبته لأنها قريبة الشبه بأم كلثوم، وتقدم لها وتزوجها وأنجبت له محمد وأحمد"
وأشار الابن إلى أن الفنان الكبير فؤاد المهندس كان عندما يقابل كوكب الشرق يحرص على تقبيل يدها، وعندما يقود سيارته يفتح الكاسيت بصوت عال على أغانى أم كلثوم، وكان سكان الزمالك يعرفون أنه يمر من هذا الصوت.