تمر اليوم الذكرى الأولى لرحيل صاروخ الكوميديا الفنان الكبير المنتصر بالله الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 سبتمبر من العام الماضى 2020 بعد صراع مع المرض استمر لأكثر من 12 عاما وعطاء فنى خلد اسمه بين أسماء كبار النجوم اللذين رسخوا بأعمالهم فى وجدان الملايين.
عانى الفنان الكبير المنتصر الله بقدر ما أبدع وعاش سنوات مع المرض منعته من مواصلة مسيرة إبداعه، حيث كان طاقة كوميدية جبارة، يمتلك سرعة بديهة وخفة ظل وحرفنة تمثيل جعلته يبارز كبار نجوم الكوميديا وعباقرتها، يكفى أن تراه يرتجل الإيفيهات مبارزا الفنان الكبير أمين الهنيدى فى مسرحية "عائلة سعيدة جدا"، أو تراه يسدد أهدافاً رائعة وسريعة أمام وحش الشاشة فريد شوقى فى مسرحية" شارع محمد على"، أو يمتع الجمهور بمباراة متكافئة أمام أستاذه فؤاد المهندس فى "مسرحية علشان خاطر عيونك".
ولا ننسى أدواره فى أفلام الشيطانة التى أحبتنى، وضد الحكومة، وياتحب ياتقب"، والتى تؤكد أنه يمتلك قدرات فنية أكثر لم تستغل، فإلى جانب إمكانياته الكوميدية كان الفنان الراحل الموهوب يمتلك قدرات كبيرة لتجسد أدوار الشر ظهرت فى مشاركته بمسلسلات حسن أرابيسك، وانا وانت وبابا فى المشمش وغيرها.
لم يحصل المنتصر بالله طوال مشواره على أدوار البطولة المطلقة، ورغم ذلك كان دائما بطلا في أدواره، وهو ما جعله باقيا وحاضرا فى أذهان الملايين رغم ابتعاده عن الفن لسنوات قبل رحيله وسيبقى دائماً.
ولد المنتصر بالله فى 21 فبراير من عام 1950، وعشق الفن منذ صغره وحصل على بكالوريوس الفنون مسرحية عام 1969، وحصل على ماجيستير الفنون المسرحية عام 1977.
وفى حوار لصاروخ الضحك عن بدايته تحدث عن دور الفنان فؤاد المهندس فى حياته الفنية، مشيراً إلى أنه أكثر من ساعده فى بداية مشواره، حيث قابله بالصدفة لأول مرة فى مسرح الزمالك، وقال له إنه يحب التمثيل، ويريد أن يمثل معه".
وقال المنتصر بالله عن هذا اللقاء:" طلبت من الأستاذ أن أمثل معه ولو دور بنكلة، فقال لى مبتسمًا: "تعالى بكره المسرح وهديّلك دور بتلاتة تعريفة".
ذهب المنتصر بالله للمهندس فى اليوم التالى، فأعطاه دوراً فى مسرحية "النجمة الفاتنة"، وكان الدور عبارة عن جملتين فقط، هما "بكره العصر هتنهض مصر، ونموت ونحيا فى حضن يحيى"، مشيرا إلى أنها كانت بدايته فى التمثيل وبعد ذلك اقتنع به فؤاد المهندس وشجعه، وبالفعل اشترك معه فى مسرحيات كثيرة، وفى الفوازير، وكذلك فى فيلم فيفا زلاطة.
أبدع المنتصر بالله العديد من الأعمال التى تجاوز عددها 170 عملا ومنها أفلام : "تجيبها كدة تجيلها كدة هى كدة، أسوار المدابغ، التحدى، الحدق يفهم، الزمن الصعب، الشيطانة التى أحبتني، الطيب أفندي، الفضيحة، المعلمة سماح، المغنواتي، المواطن مصرى، حارة الجوهرى، يا تحب يا تقب، شفاه غليظة، ضد الحكومة، فقراء ولكن سعداء، محامى تحت التمرين، ممنوع للطلبة، نأسف لهذا الخطأ، ناس هايصة وناس لايصة، يا ما أنت كريم يارب".
وفِى المسرح قدم : استجواب، حضرات السادة العيال، عائلة سعيدة جدا، شارع محمد على، علشان خاطر عيونك، مطلوب على وجه السرعة، العالمة باشا"
وفى التليفزيون قدم مسلسلات "بدارة، أنا وأنت وبابا فى المشمش، حكايات بناتى، اجرى اجري، راجل وست ستات، حقا أنها عائلة سعيدة جدا، شارع المواردي، لن أمشى طريق الأمس، الصحيح ما يطيح، أبناء ولكن، أيام المنيرة، أرابيسك، الشراغيش، آن الآوان، عيون، الدنيا لما تلف".
ومنذ عام 2008 أثر المرض على الفنان الكبير الموهوب ، حيث أصيب بجلطة فى المخ أبعدته عن الفن لمدة عامين، وعندما تحسن تحامل على نفسه لتقديم بعض الأعمال التى لا تتطلب مجهودا مثل المسلسلات الإذاعية، وشارك كضيف شرف فى مشهد أو حلقة ببعض الأعمال، فظهر فى المسلسل التليفزيونى راجل وست ستات، والإذاعى عوام على بر الهوى ولكنه لم يستمر طويلًا لتأثير المرض عليه، وابتعد من جديد عن الساحة الفنية، حتى وافته المنية بعد صراع مع المرض فى مثل هذا اليوم من العام الماضى لكنه سيبقى فى وجدان الجمهور الذى عشق فنه للأبد.