رحل منذ قليل الكاتب الكبير كرم النجار أحد أعمدة الدراما والذى كتب عددًا من الروائع للسينما والمسرح والتلفزيون، الذى كان كما يقول عن نفسه دائمًا قبطى المولد ومسيحى الديانة ومسلم الثقافة.
فالراحل الكبيرالذى كان حلمه منذ طفولته أن يكون مؤلفًا وأديبًا نشأ بمدينة المحلة الكبرى محافظة الغربية والتحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية واهتم بدراسة الفقه والشريعة الإسلامية، وحصل على أعلى التقديرات فيه، وكان أول أعماله الإبداعية كتابة الجزء الأول من المسلسل الدينى الضخم والشهير محمد رسول الله عام 1968، الذى استطاع أن يكتبه باحترافية شديدة ويدقق فى تفاصيله وحقق لمسلسل نجاحاً مدزياً وظل طوال هذه السنوات من أهم المسلسلات الدينية التى قدمها التلفزيون، رغم أن عمره وقت كتابة المسلسل كان 23 عاما.
انطلق كرم جابر بعد ذلك فى مشواره ليكتب العديد من الروائع ومنها مسلسل (الإنسان والجبل) عام 1969، كما قدم عشرات الأعمال مابين السينما والتلفزيون والمسرح ، وكان من أبرز أعماله فيلم (الصرخة) مع الفنان نور الشريف عام 1991، ومسلسلات الرقص على سلالم متحركة، الأصدقاء، بابا نور، الامتحان، عفريت القرش، وغيرها، كما قدم عدداً من المسرحيات ومنها ياغولة عينك حمرا ، وأولاد الغضب والحب.
والراحل الكبير يفتخر طوال حياته بتأليف أحد أجزاء مسلسل محمد رسول الله حيث كان أول مسيحى يُسند له كتابة مسلسل عن الإسلام.
وفى عدد من حوارات المبدع الكبير تحدث عن نشأته التى ساهمت فى تكوينه الإنسانى والفنى عندما كان طفلاً فى المحلة يحتفل مع كل جيرانه وأهل منطقته بقدوم شهر رمضان لا فرق فى ذلك بين مسلم ومسيحى ، حيث كان كل صاحب حرفة يصنع نموذجا تمثيلياً لحرفته، وتوضع كل هذه النماذج على عربة كارو، ويطوف الموكب المحلة الكبرى بأكملها ، وكان الأطفال جميعاً يخرجون لمشاهدة موكب الرؤية، كما كان يحرص على راء الفانوس والمشاركة فى تعليق الزينة.
وعن كتابته الجزء الأول من مسلسل "محمد رسول الله" قال الراحل الكبير: "كان ليّا الشرف رغم إنى كاتب مسيحى، أن أكتب مسلسل محمد رسول الله، لأنى مصرى نشأت على التسامح والمحبة"، مؤكداً أنه بى مع انتهاء حلقات الجزء الأول من مسلسل محمد رسول الله الذى كتبه وتعامل فيه معكبار النجوم ومنهم جلال الشرقاوى وعبدالله غيث، وذلك بعدما كلفه سعد لبيب أحد رواد الإذاعة والتلفزيون بكتابة المسلسل ، حيث كان يعرف قدراته الإبداعية فى الكتابة وفى دراسة الفقه والشريعة الإسلامية ، وكان النجار ساعد المخرج أحمد طنطاوى فى كتابة مسلسل دعوة الحق"، وظل النجار فخوراً بكتابة محمد رسول الله طوال حياته، وحصل الراحل الكبير على عدد من الجوائز فى الفنون والثقافة.