كانت الفنانة والمطربة الكبيرة منيرة المهدية أكبر مطربة فى عصرها، لذلك أطلق عليها لقب سلطانة الطرب، وأصبحت بموهبتها وصوتها ذات شأن كبير يعاملها الجميع كملكة متوجة لها بلاط يرتاده السياسيون والأدباء وكبار الموظفين والأثرياء.
فمنيرة المهدية التى ولدت فى الاسكندرية ونشأت طفلة يتيمة كفلتها شقيقتها الأكبر منها بعد وفاة والديها، بدأت موهبتها وهى طفلة وحفظت لكثير من الأغانى والموشحات القديمة، وفى عام 1913 وقفت تغنى على المسرح وكان سلامة حجازى يغنى على المسرح المجاور لها، وتألقت وحققت نجاحات مبهرة حتى وصل دخلها إلى 800 جنيه فى الشهر وكان مبلغًا خياليًا فى هذا الوقت، وبعد ذلك بدأت تغنى فى أكثر من مسرح لشدة إقبال الجماهير ووصل دخلها إلى أكثر من 1000 جنيه شهريًا، ثم أقامت لنفسها مسرحاً خاصاً واستاجرت صالة "زهرة النفوس" التى كان يرتادها كبار القوم، وأصبحت مطربة مصر الأولى بلا منازع ، وقدمت روائع المسرحيات الغنائية وعمل معها حسين رياض ونجيب الريحانى وصالح عبدالحى ومحمد عبدالوهاب وغنت لكباار الملحنين ومنهم سيد درويش والقصبجى وداود حسنى.
وكان يرتاد منزل ومسرح منيرة المهدية الكثيرون من كبار رجال الدولة ومنهم حسين باشا رشدى رئيس الوزراء الذى كان من أشد المعجبين بصوت منيرة المهدية وكان يفاخر ويباهى بهذا الإعجاب ، وفى إحدى الحفلات التى أقامتها منيرة المهدية فى بيتها وكان يحضرها عدد كبير من المعجبين بها ومنه رئيس الوزراء، حدث أمر طارئ استدعى اجتماع مجلس الوزراء بشكل عاجل، فما كان من حسين باشا رشدى إلا أن عقد اجتماع مجلس الوزراء فى بيت منيرة المهدية خاصة وأنه كان يحضر معه الحفل عدد من وزراء الحكومة.