المخرج الكبير الراحل محمد خان كان دائما لديه هم سينمائي وهم وطني ، فهو مهموما بقضايا البسطاء والطبقة الفقيرة ودائمًا كان يتناول همومهم ومشاكلهم وأحلامهم، ولو بحثنا في أفلامه سنجد الكثير والكثير من هذه الهموم والقضايا، وعلي سبيل المثال فيلم أحلام هند وكاميليا وتناوله لأحلام فتاتين بسيطتين، وهذا الفيلم تم اختياره ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
الممثل في سينما محمد خان مختلف عن أي سينما أخري، فقد أعاد هذا المخرج الراحل اكتشاف نجوم ونجمات مثل سعاد حسني في "موعد علي العشاء"، و عادل إمام في "الحريف"، ونبيلة عبيد في "الغرقانة"، ونجلاء فتحي في "أحلام هند و كاميليا"، وميرفت أمين في "زوجة رجل مهم"، وأحمد زكي في "طائر على الطريق"، وليلى فوزي في "ضربة شمس".
محمد خان الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده هو العاشق الأصيل المهموم بالسينما والشغوف بها فهو أحد أبرز الذين جددوا وغيروا فى السينما المصرية شكلاً وموضوعًا، ودائمًا تجده يعيش فى بحث دائم عن إطار وشكل جديد لأفلامه.
المتأمل لمسيرته السينمائية أيضًا لن يجد فى سلسلة أفلامه فيلما يشبه الآخر، ومجرد مشاهدة جزء من مشهد لأى فيلم من أفلامه سنعرف أننا أمام سينما محمد خان مثله مثل الموسيقار عمر خيرت، فمجرد سماع مقطع من موسيقاه تتأكد أنك أمام موسيقى عمر خيرت، فبصمة محمد خان موجودة فى كل فيلم يقدمه، فهو مخرج صاحب كادر سينمائى مميز لا يسمح لك بالرؤية خارج إطاره فترى العالم من منظور خان نفسه.
سينما محمد خان ومع كل فيلم كان يطرحه تجد النقاد والجمهور فى حالة جدل دائم ومناقشات حول الفكرة التى يطرحها، والشكل السينمائى والرؤية التى رسمها لموضوع فيلمه، وبغض النظر عن مدى إعجاب أو عدم إعجاب المتناقشين فى سينما محمد خان فإن الجميع يحترم تلك السينما، لأنها سينما تخاطب عقلك وتجعلك تفكر فور خروجك من الفيلم وتعيش مع شريط خان السينمائى حالة تختلف عن مشاهدتك لأى فيلم آخر.
للمرأة دائما فى سينما محمد خان نصيب كبير من الاهتمام بقضاياها ومشاكلها، فخان يؤرخ للمرأة ومسيرتها الاجتماعية فى سينماه منذ أن قدم "زوجة رجل مهم" لميرفت أمين، و "سوبر ماركت" لنجلاء فتحى، و"بنات وسط البلد" لمنة شلبى وهند صبرى، و"شقة مصر الجديدة" لغادة عادل، و"فتاة المصنع" لياسمين رئيس ومؤخرا فيلمه الأخير "قبل زحمة الصيف" الذى استكمل به رحلة البحث عن حرية المرأة .
كل فيلم من أفلام خان ستجده يناقش ويحلل ويستعرض قضية وهم من الهموم وقد اهتم أكثر فيما يخص المرأة بفكرة الحرية المسلوبة دائما منها والتي دائما ما تبحث عنها ولن تجدها إلا نادرا كما كان للتفاوت الطبقي نصيب كبير فى سينما محمد خان مثل "أحلام هند وكاميليا" و"مستر كاراتيه" و"سوبر ماركت" و"فتاة المصنع" وفى فيلمه الأخير كان ذلك التفاوت واضحا جدا .