يتوجه الملايين فى مصر والعالم العربى بالدعاء إلى الله لشفاء الفنانة الكبيرة سهير البابلى بعد حالة القلق التى انتابت الجميع منذ أعلنت ابنتها نيفين الناقورى عن مرضها ودخولها الرعاية المركزة.
فسهير البابلى ليست مجرد فنانة ارتبط الجمهور بأعمالها وأحبوها، بدليل أنها رغم ابتعادها عن التمثيل منذ سنوات لا يزال الجمهور يتعلق بأى أخبار أو صور أو طلة لها ، فهى تسكن قلوب الملايين وتحتل مكانة خاصة فى وجدان الجميع كبارًا وصغارًا، يشعرون بأن ما يربطهم بها ليس مجرد علاقة جمهور بفنانة، ولكنهم يرون فى روحها وابتسامتها وقربها أمًا تحمل قلب حبيبة الذى يسع الجميع، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل وشعبية سكيننة فى «ريا وسكينة»، وبرجوازية بكيزة هانم التى لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها ومواقفها، فوجهها وضحكتها يحملان كل معانى البهجة وحب الحياة ، فضلا عن رصيدها الفنى الضخم وعطاءها الذى امتد لأكثر من 60 عامًا، حتى أصبحت إحدى الفنانات القلائل اللاتى استطعن أن يقتنصن النجومية على المسرح، وأن يكفى اسمها وحده على العمل المسرحى ليمنحه نجاحًا ينافس نجوم وعمالقة المسرح من الرجال، وأن تشكل حالة فريدة بين نجوم المسرح المصرى.
ولعل هذا الرصيد والمكانة كانا سبباً فى احترام وتقدير الشيخ الشعراوى لها وفيما قاله لها من كلمات حين تحدث معها عن الفن.
ففى عام 1997 وأثناء عرض مسرحية "عطية الإرهابية"، حيث كانت سهير البابلى فى قمة نجاحها ومجدها الفنى قررت اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وفاجأت الجميع بهذا القرار.
وفى تصريحات سابقة، قالت البابلى عن قرار الاعتزال إنها كانت ترى ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى التى تشبهها كثيرًا وقد ارتدت الحجاب وتحرص على دراسة وحفظ القرآن وتدريسه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال عام 1997.
وكانت سهير البابلى تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرًا عن أمور الدين، وزارت الشعراوى أكثر من مرة بصحبة عدد من الفنانات، واصطحبت معها فى إحدى المرات السندريلا سعاد حسنى قبل سفرها الأخير إلى لندن.
وكان الشيخ الشعراوى يناديها باسم "سكيننة"، وأوضحت النجمة أن الشيخ قابلها فى الحج فقال لها: "وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى»، فى إشارة إلى أنها يمكن أن تستكمل مسيرتها الفنية وهى ترتدى الحجاب وتنتقى أعمالها كما تعودت دائماً.
وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل بشروط، فقدمت مسلسل "قلب حبيبة" عام 2005 مرتدية الحجاب.
وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.
وحتى وقت قريب كانت سهير البابلى تتلقى عروضًا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية ولم ترفض الفنانة العودة للتمثيل ولكنها كانت تشترط أن يكون العمل هادفًا يخلو من الإسفاف.