يمر اليوم 111 عامًا على ميلاد عبقرى السينما والفن وصانع الروائع والنجوم المبدع الكبير أبو السعود الإبيارى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 9 نوفمبر من عام 1910 ليكون أحد أساطير الفن المصرى ويبقى عبر الأجيال اسماً يعادل كل معانى البهجة والإبداع وصناعة الفن الذى يشبه حياة المصريين ويجسدها ويعبر عنها.
أبو السعود الإبيارى الذى استحق عن جدارة العديد من الألقاب فهو موليير الشرق وأستاذ الكوميديا، وجوكر الأفلام" ، ومنجم الذهب، والجبل الضاحك"، وصاحب أكبر رصيد أفلام فى السينما المصرية ، حيث ألف أكثر من 500 فيلم أى يعادل 17% من تاريخ السينما المصرية، كما كتب أروع الأغانى التى يتجاوز عددها 300 أغنية، وألف مئات المسرحيات ، وعمل بالصحافة وكتب العديد من المقالات لمجلة الكواكب وغيرها.
إيفيهاته وعباراته وأغانيه التى ألفها تجرى على ألسنة الأجيال رغم رحيله منذ أكثر من نصف قرن : "يا نجف بنور–ولا يا ولا (يابتاع التفاح)– البوسطجيه اشتكوا–- لقيته وهويته شاديه – يا عواذل فلفلوا -انا قلبى دليلى–العدس الليلة ليلة عيده لنعيمه عاكف - يا رايحين للنبى الغالى - معانا ريال- إحنا التلاتة سكر نباتة، ياصفايح الزبدة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، ده أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو" ، وغيرها الكثير من كوميديا وأفلام اسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى وفريد الأطرش ومحمد فوزى الراسخة فى الذاكرة والعابرة للأجيال، والتى أثرت الغناء والسينما والمسرح.
أبو السعود الإبيارى صانع البهجة والنجوم، الذى اكتشف اسماعيل ياسين وكون معه ثنائى فنى وقدما معاً عددا من الأفلام التى حمل بعضها اسم اسماعيل ياسين، وساهم فى نجومية عشرات النجوم من عمالقة الفن ومنهم فريد الاطرش ومحمد فوزى، ولبلبة وعادل إمام.
ولد أبو السعود الإبيارى بحي باب الشعرية وسار على نهج استاذه المبدع متعدد المواهب بديع خيرى، فكان الإبيارى يكتب الزجل وهو طفل في مجلة (الأولاد)، وشجعه بديع خيرى وتبنى موهبته ، وكان أول مونولوج يكتبه أبو السعود (بوريه من الستات) وحقق من خلاله نجاحاً كبيراً ، وبعدهاعمل بفرقة بديعة مصابنى وكتب لها إسكتشات فكاهية ، كما كتب وأول رواية (إوعى تتكلم) عام1933.
استد الإبيارى فنه من حياة الناس وتعبيراتهم ومعايشته لهم في الشوارع والحارات والمقاهى، لذلك عاش هذا الفن وصدقه الناس وحفظوه.
وكتب أبو السعود الإبيارى للسينما أجمل أفلامها الكوميدية، حيث ألف معظم أفلام إسماعيل يس ومحمد فوزي وفريد الأطرش، وحقق فيلمه (لو كنت غني) الذى قام ببطولته بشارة واكيم عام 1942، نجاحا مدوياً، وبعدها توالت نجاحاته فى مئات الافلام ومنها:" الزوجة 13 – الزوجة السابعة – أنت حبيبي – تعالى سلم – نشالة هانم – عفريتة هانم – صغيرة على الحب – جناب السفير – هارب من الزواج – شباب مجنون جداً – طاقية الإخفاء – سكر هانم – المليونير – حواء والقرد – البحث عن فضيحة، فضلا عن أفلام اسماعيل ياسين التى حملت اسمه، كما كونا معا فرقة اسماعيل ياسين المسرحية وألف لها الإبيارى 65 مسرحية.
وبرغم أن ابو السعود الإبياري مؤلف كوميدي إلا أنه ألف لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامه عددا من أجمل أفلامها ومنها : (اليتيمتين – ست البيت - ظلموني الناس - أخلاق للبيع).
وورث الإبيارى عن أستاذه بديع خيرى القدرة الفائقة على تمصير الروايات الأجنبية لتكون أعمالاً شديدة المصرية، لا يمكن لمن يشاهدها أن يتخيل أنها مقتبسة من عمل أجنبى ، وهكذا فعل مع رواية مسرحية "إدلر جونسون" التى قام الإبيارى بتمصيرها وتحويلها إلى فيلم مصرى كتب له سيناريو محكم خلال 10 أيام فقط لتصبح فيلم " صغيرة على الحب"، أحد أجمل كلاسيكيات السينما المصرية التى تجمع بين الكوميديا والرومانسية.
ورحل عبقرى الضحك والفن المصرى بعد حياة ثرية حافلة بالفن والإبداع فى 17 مارس 1969.