يمراليوم 65 عاما على ميلاد الفنان الراحل الكبير الموهوب ممدوح عبدالعليم الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 10نوفمبر من عام 1956 ليصبح علامة وصاحب بصمة خاصة فى عالم الفن رغم رحيله مبكراً.
ممدوح عبدالعليم الفنان المختلف والمتميز بين أبناء جيله والذى يمتلك قدرات خاصة ومتنوعة ومتعددة رحل قبل أن يفصح عنها جميعها بالرغم من عطائه الفنى المميز.
يبكيك حين تراه فى أدوار الطالب الوطنى الحالم فى فيلم «البرىء»، وتصدقه وتحيا مشاعره وهو يجسد أدوار الشاب الفنان ابن الطبقة الوسطى الذى يرتبط بطبيبة من عائلة أرستقراطية فى مسلسل «الحب وأشياء أخرى»، تراه الفتى الوسيم الذى يجيد الأدوار الرومانسية، فيبهرك حين يبدع فى أدوار الصعيدى والفلاح، فى رائعة «خالتى صفية والدير»، ودوره الخالد «رفيع بك العزايزى» فى مسلسل «الضوء الشارد»، تراه مبدعا فى الأدوار الجادة، فيبهرك بأدائه الكوميدى وهو يؤدى دور رامى قشوع، فى فيلم «بطل من ورق»، بل تراه يتنوع فى أدائه، حتى فى الدور الواحد وكأنه يحمل ألف وجه ، ويكفيك أن ترى تطور شخصية على البدرى فى الملحمة الدرامية «ليالى الحلمية»، لتتأكد أنك أمام فنان يستطيع إبهار المشاهد دائما وأن يفاجئه بما لا يتوقعه، حتى أنه أجاد فى الأعمال الاستعراضية حين قدم فيلم «سمع هس» وشارك فى إنتاجه، تدرك أن هذا الموهوب كان فى جعبته الكثير من المواهب والإمكانيات التى لم يفصح عنها جميعا، حتى صدمت وفاته الجميع وأحزنتهم.
أبدع الراحل ممدوح عبدالعليم فى أدوار «الرومانسى، والبرىء، والصعلوك، والضابط، والرئيس، والصعيدى، والفلاح» وفى الأدوار التاريخية، ومنها طارق بن زياد، وذو النون المصرى.
بدأ حياته بين الكبار وظهر أمامهم فلم يقل عنهم موهبة وحضورًا، حيث عشق الفن منذ طفولته ومثل للمرة الأولى وهو طفل فى مسلسل (الجنة العذراء) عام 1969 إخراج نور الدمرداش، ثم التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
شارك الفنان الموهوب فى العديد من المسلسلات التليفزيونية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، ومنها (أصيلة، حب في الخريف، صيام صيام، الحب وأشياء أخرى، ليالي الحلمية، خالتي صفية والدير، الضوء الشارد)، وشارك فى عدد من الأعمال السينمائية التى حقق خلالها نجاحات كبيرة ومنها: (العذراء والشعر الأبيض، بطل من ورق، كتيبة الاعدام، سمع هس، الحرافيش، البريء).
وكانت أول بطولة سينمائية مطلقة لممدوح عبد العليم عام 1988 فى فيلم "بطل من ورق"، حيث جسد شخصية "رامي قشوع"، وحصل عبد العليم على هذا الدور صدفة حيث كان مرشحًا للبطولة الزعيم عادل إمام ولكنه اعتذر وكذلك الفنان الكبير أحمد زكى، ثم ترشح للدور ممدوح عبد العليم وحقق من خلاله نجاحًا كبيرًا.
عرف الفنان الراحل دائما بأخلاقه الراقية وثقافته الواسعة وكان آخر أدواره في مسلسل "السيدة الأولى"، ورحل الفنان الموهوب عن عالمنا فجأة أثناء قيامه بعمل تمرينات رياضية فى "الجيم" بعد إصابته بأزمة قلبية، فى 5 يناير من عام 2016 وترك ميراثًا فنيًا راقيًا وأعمالاً لاتنسى وستبقى دائما فى أذهان ووجدان الملايين.
وفى حوار لـ "انفراد" مع الإعلامية شافكى المنيرى أرملة الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم والتى كتبت بعد وفاته تفاصيل حياته وأعماله وقصة حبهما فى كتاب حمل عنوان "أيام في بيت المحترم"، أكدت أنه فى حياته الحقيقية كان يشبه تماما شخصية رفيع بيه العزايزى، فى مسلسل الضوء الشارد، بأخلاقه والتزامه وهيبته وصفاته وحسمه.
وكشفت شافكى المنيرى أن زوجها الفنان الراحل اعتذر عن المشاركة فى فيلم يوم للستات ورأى أن الفنان فاروق الفيشاوى هو الأنسب للقيام بالدور، وقال وقتها:"مش شايف نفسى فى الدور وأرى إن الفنان فاروق الفيشاوى الأنسب لأدائه".
وأشارت زوجة الفنان الراحل إلى أنه قدم للسينما مايقرب من 40 فيلماً من روائع السينما ومنها العذراء والشعر الأبيض والبرئ وكتيبة الإعدام وسمع هس ورومانتيكا وحصل فى حياته على العديد من الجوائز، ولكنه ابتعد بعد ذلك ليتجه للدراما التلفزيونية.
وعن أسباب ابتعاده عن السينما رغم تألقه فيها وتقديمه عدد من أهم الأفلام وحصوله على العديد من الجوائز، قالت المنيرى :" ممدوح توقف عن السينما لما حس إنها مش شبهه، بعد أن قدم 40 فيلماً، واعتذر عن العديد من الأعمال واتجه للدراما التلفزيونية".
تتحدث عن مشاركته وانتاجه لفيلم استعراضى وهو فيلم "سمع هس"، قائلة:" ممدوح كان معجون فن ومتعدد المواهب منذ طفولته بيغنى ويرقص ويلعب بيانو ورياضى يمارس العديد من الرياضات ومنها التنس والاسكواش وكان لديه لياقة بدنية عالية وكل هذه المواهب تساعد الفنان وساعدته على تقديم فيلم استعراضى لأنه كان بيحلم إن جيله يقدم سينما مختلفة".