يمر اليوم 112 عاما على ميلاد الفنان الكبير عماد حمدى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 24 نوفمبر من عام 1909 ليكون أحمد أعمدة الفن المصرى وعمالقته الذين أثروا الفن بمئات الأعمال وتدرج فيه من أدوار الفتى الأول حتى أدوار الجد.
عاش الفنان الكبير عماد حمدى حياة مليئة بالأحداث ووصل فيها إلى قمة كل شئ وعكسه، فكان من أشهر رموز الفن وأطلق عليه فتى الشاشة الأول فى شبابه، وقضى عمره فى الفن حتى نهاية حياته ، ثم مات مكتئباً بعد أن فقد البصر
وفى حوار لـ "انفراد" مع ابنه نادرعماد حمدى كشف العديد من المعلومات عن والده الفنان الكبير وعن بداياته ومشواره الفنى.
وقال نادر عماد حمدى :" كان جدى مهندس سكة حديد درس الهندسة فى فرنسا، وحصل منها على الماجستير والدكتوراة، وتزوج وعمره 40 عامًا من فرنسية عمرها 16 عامًا، وأنجبت له 9 أبناء، 5 أولاد و4 بنات، منهم أبى الذى ولد فى محافظة سوهاج فى 24 نوفمبر 1909، حيث كان جدى يتنقل بين المحافظات لطبيعة عمله، واسم أبى محمد عماد الدين حمدى"
وتابع الابن مستكملاً حديثه عن بدايات والده :"كان لأبى شقيق توأم يشبهه تمامًا، هو عمى عبدالرحمن، وكان وزيرًا مفوضًا فى الخارجية، وقام بتمثيل دور البطولة أمام أم كلثوم فى فيلم «عايدة» عام 1942، قبل أن يتجه والدى للتمثيل، ومن شدة الشبه بينهما يعتقد نقاد كثيرون أن والدى هو من قام بهذا الدور، رغم أن أبى لم يمثل مع أم كلثوم، وكان يتمنى أن يمثل معها ومع أنور وجدى"
وأوضح :" نشأ والدى فى حى شبرا بعد انتقال الأسرة من سوهاج، ومنحته نشأته ثقافة كبيرة، حيث كان يرى والدته تعزف على البيانو وترسم وتصطحبه إلى المسرح والسينما، وكان والدى متعدد المواهب، ويحب التمثيل والرسم والتصوير، كما كان يحب الموسيقى ودرس البيانو، وارتبط بعلاقة صداقة بيوسف وهبى، وكان نيازى مصطفى زميله فى مدرسة التوفيقية، وعبدالوارث عسر أستاذه الذى علمه الإلقاء، وظل أبى يدين له بالولاء طوال حياته، ويحرص على أن يقبل يده كلما قابله، وكان بديع خيرى مدرس اللغة الإنجليزية بالمدرسة، وكان والدى يجيد الإنجليزية والفرنسية، وبعد تخرجه فى مدرسة التجارة العليا عمل «باشكاتب» فى مستشفى أبوالريش"
وكشف الابن أو والده الفنان الكبير كان أول من أسس شركة إعلانات فى مصر قبل اتجاهه للتمثيل قائلاً :"كان التمثيل حلم حياته، ووقتها كان طلعت حرب يبحث عن كوادر متعلمة تقود الحركة الفنية، وتعمل فى استوديو مصر، وكان والدى من أوائل الذين أسسوا شركة إعلانات فى مصر، حيث كانت كلها شركات أجنبية، وعمل إعلانات توعية لوزارة الصحة، وعرف بهذا النشاط"
أصيب الفنان عماد حمدى بحالة اكتئاب شديدة فى نهاية حياته خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم ، كما فقد بصره وتدهورت حالته الصحية ، وأمام هذه الحالة التى أصابت الفنان الكبير الذى لقب فى بدايات حياته بلقب فتى الشاشة الأول ، حرصت طليقته وأم ابنه الفنانة فتحية شريف على أن ترعاه وتقوم بخدمته خلال هذه المرحلة الصعبة من حياته ،
وعن هذه الفترة قال ابنه نادر :" أصيب والدى باكتئاب شديد بعد وفاة شقيقه التوأم، وانهار انهيارًا تامًا، وظل لمدة 3 سنوات لا يخرج من البيت، وفقد بصره من شدة الحزن، وكانت والدتى تقوم برعايته وخدمته "
وعن زيارة الشيخ الشعراوى لوالده قال نادر عماد حمدى :"عرف الشيخ الشعراوى أن والدى يعانى من الاكتئاب، وفى أحد الأيام فوجئنا بزيارته ، وجلس مع أبى وتحدث معه محاولا أن يخرجه من حالة الاكتئاب التى يعانى منها "، ولكن رحل الفنان الكبير من شدة الحزن لتنتهى حياته نههاية ماساوية بعد حياة حافلة بالمجد والفن والأحداث.