يمر اليوم 86 عاما على ميلاد المطرب عبداللطيف التلبانى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 2 فبراير من عام 1936 ليلمع اسمه بين عمالقة الطرب ويقدم عدداً كبيراً من الأغانى التى وصل عددها إلى 1000 أغنية ما بين الرومانسى والوطنى والدينى ، ثم رحل فى حادث مأساوى حيث عثر على جثته هو وزوجته وابنته مختنقين لتنتهى رحلة فنان عانى من الظلم حياً وميتاً.
فربما لا يعرف الكثيرون اسمه رغم أنه شارك الملايين فرحتهم بالنجاح وعلا صوته مع ظهور نتيجة الثانوية العامة فى كل عام مغنيا:" افرحوا ياحبايب لفرحنا النمر أهى بانت ونجحنا"، ورغم أن هذا الاسم لمع بجوار عمالقة الفن والطرب منذ نهاية الستينات مرورا بالسبعينات، وقام ببطولة عدد من المسرحيات والأفلام.
وفى حوارمع أحلام التلبانى شقيقة المطرب والفنان الراحل عبداللطيف التلبانى لـ "انفراد" كشفت بدايات ونشأة شقيقها مشيرة إلى أنه ولد فى قرية العزيزية بمحافظة الشرقية لأب من خريجى كلية دار العلوم، كان يطلق عليه لقب شيخ ويعمل بالتربية والتعليم، وكان ميلاد عبداللطيف بين 10 إخوة ترتيبه الثالث بينهم.
وكان عبداللطيف طفلا هادئا تميز بوسامته الشديدة منذ الصغر وكان يؤذن للقرية ويوقظ أهلها لصلاة الفجر وظهرت مواهبه الغنائية مبكرا وبعد حصوله على التوجيهية التحق بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وكان يشرف على النشاط الموسيقى بها، واشتهر فى الجامعة حيث كان يغنى فى حفلاتها، وتخرج عام 1957.
تعلم التلبانى الموسيقى والعزف على العود وعدد من الآلات الموسيقية، ودرس فى معهد الموسيقى قسم أصوات، ونشأت علاقة صداقة قوية بينه وبين الملحن محمد سلطان.
وأوضحت شقيقة التلبانى أن نقطة التحول والانطلاق فى حياته عندما سمعه الإذاعى حافظ إبراهيم مكتشف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والذى كان يشرف على إذاعة الاسكندرية وقتها، فأعجب بصوته وساعده للانتقال إلى الإذاعة بالقاهرة، ليجتاز اختبارات الإذاعة عام 1961.
ووضع التلبانى قدمه على أول درجات سلم الشهرة عندما لحن له الموجى أغنية «اللى روحى معاه» كلمات الشاعر عبدالسلام أمين، وأعلن جلال معوض عن مولد موهبة كبيرة خلال حفل أضواء المدينة، فكانت البداية القوية للمطرب الجديد الذى لفت الأنظار، وذاع صيته ولحن له الموجى عددا من أشهر أغانيه «برج الجزيرة، سك الشباك، على بياعين العنب»، وهو ما شجع ملحنين آخرين للتعاون معه، ومنهم، محمد حمزة، ومحمد على أحمد، وعبدالسلام أمين، وحلمى أمين الذى لحن له «افرحوا يا حبايب لفرحنا»، كما لحن له بليغ حمدى، وعبد العظيم محمد، رياض السنباطى، فريد الأطرش، ومحمد فوزى، وانطلقت شهرة التلبانى ونافس كبار النجوم.
ومع هذه الشهرة والصعود، فضلا عن وسامة عبداللطيف التلبانى عرضت عليه بطولة عدد من الأعمال السينمائية، فكانت بطولة أول أفلامه فى فيلم "نمر التلامذة"، وتوالت الأعمال السينمائية والمسرحية والتلفزيونية ومنها أفلام «غازية من سنباط، وجزيرة العشاق، حارة السقايين، ودرب اللبانة»، كما قام ببطولة عدد من المسرحيات، ومنها «الشال الأخضر، ليلة جميلة، أنا وهى ومراتى، كرنفال الحب»، و قدم عدد من السهرات التلفزيونية، وشارك فى مسلسل مع عادل إمام، وأنتج للتليفزيون فيلم القلب لا يمتلئ بالذهب، وقلب من زجاج».
وغنى مئات الأغانى كما تؤكد شقيقته التى تحاول جمع تراثه، منها العاطفى والوطنى والدينى، فغنى لثورة يوليو والسد العالى، وللجنود على جبهة القتال، وللحج ورمضان والأعياد، وتألق خلال فترة الستينيات والسبعينات، حتى كانت صوره توضع على الأطباق الصينى ووضع له تمثال على مدخل كلية الأداب بجامعة الاسكندرية.
وتزوج عبداللطيف التلبانى من شقيقة المطربة أمانى جادو وأنجب منها ابنته الوحيدة شيماء التى توفت مع والديها فى عمر 9 سنوات وكانت نهايته مأساوية حيث عثر على جثته مع ابنته وزوجته بعد 3 أيام من وفاتهم داخل شقتهم مختنقين بسبب تسرب الغاز، لتنتهى حياة هذا المطرب المظلوم ويبقى الظلم عليه حتى بعد وفاته بعدم عرض وإذاعة أعماله ورصيده الفنى الضخم.