فى مثل هذا اليوم الموافق 2 فبراير ولدت الفنانة الكبيرة شادية العرب سعاد محمد والتى اختلفت المصادر حول سنة ميلادها ما بين عام 1933 ، وعام 1929، وعام 1926 بسبب وجود أكثر من قيد عائلى لأسرتها نظراً لتعدد عمليات الحصر التى تمت فى موطنها لبنان فترة الاحتلال الفرنسى.
سعاد محمد الصوت الملائكى وقيثارة السماء وشادية العرب وهى الألقاب التى استحقتها المطربة الكبيرة التى وصفها الكثيرون بأنها أجمل الأصوات النسائية.
ولدت سعاد محمد فى حى «تلة الخياط» بيروت ، وذاقت اليتم قبل أن يتجاوز عمرها عام واحد، بعدما توفى والدها الشيخ محمد المصرى الذى ينتمى لعائلة السوالمة بسوهاج، وكان جده أزهريا استوطن لبنان وتزوج فيها بعدما سافر إليها من مصر مع الحملات التنويرية التى أرسلها محمد على.
رحل والد سعاد محمد وهو شاب فى الثلاثينيات من عمره، وكان يعمل فى صناعة كراسى الخيزران ويجيد الإنشاد الدينى، وترك زوجته حاملا لتضع بعد وفاته أصغر بناتها ويصبح فى رقبتها 7 أبناء «مصطفى وأحمد وشفيق ورضا وشفيقة وسعاد وهدية».
وعرفت سعاد محمد بجمال صوتها وهى طفلة، وأصبح الأهل والجيران يدعونها للغناء فى أفراحهم، كما كانت تغنى فى مدرستها المقاصد، واستعانت بها بعض الجمعيات الخيرية فى حفلاتها، وكانت الصغيرة تحصل على صندوق من اللعب مقابل الغناء.
ومرت الطفلة اليتيمة بنجاحات وانكسارات ورحلة طويلة حتى أصبحت النجمة سعاد محمد التى أطلق عليها لقب «شادية العرب» وأمتعتنا بأجمل الروائع.
وفى حوار مع إيمان بيبرس ابنة الفنانة الراحلة سعاد محمد تحدثت لـ "انفراد" عن المكانة التى كانت تتمتع بها والدتها لدى الملوك والرؤساء، وأكدت الابنة أن والدتها كانت المطربة المفضلة للرئيس السادات، مشيرة إلى أنه بعد حرب أكتوبر كان هناك قرار بألا تستمر أى حفلة بعد الساعة 12 منتصف الليل، وتم غلق الستار فى إحدى الحفلات المذاعة على التليفزيون أثناء غناء فايزة أحمد، ولكن أثناء إحياء والدتها لحفل لصالح الجالية اللبنانية فى مصر عام 1976، فوجئ مسؤولو الحفل باتصال من الرئيس السادات بنفسه يأمر بعدم إغلاق الستار، واستمرار سعاد محمد فى الغناء، فاستمرت تغنى حتى الثالثة صباحا وسعدت كثيرا بهذا الموقف.
وأوضحت الابنة أن والدتها كانت المطربة المفضلة للرئيس التونسى الحبيب بورقيبة، وصديقة لقرينته وسيلة التى كرمتها فى احتفالية المرأة، كما كان الملك الحسن الثانى ملك المغرب يحرص على دعوتها فى كل مناسبة ومنحها وسام النجمة، وتم منحها العديد من الأوسمة من الدول العربية.