نشعر براحة وطمأنينة وسكينة حين نراه سواء في عمل فنى أو في الحياة العامة، وجه ملائكى وقلب يمتلئ بالإيمان والتقوى والمحبة، ملاك الفن وكبير الفنانين، وأحد كبار المبدعين، قدوة ومثل أعلى ليس فى الفن والإبداع فقط ولكن فى الأخلاق والصفات، فنان مبدع وأب حنون وزوج مخلص، صاحب تاريخ ومشوار فنى ثرى وتجربة إنسانية وفنية جديرة بالاحترام والتقدير والتكريم .
إنه الفنان الكبير وملاك الفن رشوان توفيق الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده حيث ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 2 فبراير من عام 1933 ليكون أحد مبدعى الفن وكباره ويعاصر عدداً من الأجيال الفنية ويصبح شاهداً ومشاركاً فى صناعاً الفن المصرى والعربى.
يتحدث فتشعر أنك تستمع إلى الشيخ أبو العلا محمد فى مسلسل أم كلثوم، أو الزعيم محمد كريم فى مسلسل الأبطال، تنصت لصوت الحكمة وكأنك تستمع إلى الراعى الحكيم فى مسلسل عمر بن عبدالعزيز أو الشيخ عمران فى الليل وآخره أو الدكتور إمام فى المال والبنون، إضافة إلى مئات الأدوار الدينية والتاريخية والاجتماعية حيث شارك الفنان الكبير رشوان توفيق فى أهم المسلسلات والأعمال الدينية ومنها: «على هامش السيرة، لا إله إلا الله محمد رسول الله، الإمام المراغى، وجاء الإسلام بالسلام، أبو حنيفة النعمان، الحسن البصرى، رابعة تعود، هارون الرشيد، أبو حنيفة النعمان»، وكان له بصمة وحضور واضح فى أهم أعمال الدراما الاجتماعية ومنها «أبنائى الأعزاء شكرا، المال والبنون، النوة، امرأة من زمن الحب، الضوء الشارد، اللقاء الثانى، الحب وأشياء أخرى، الشهد والدموع، لن أعيش فى جلباب أبى، أين قلبى، الرجل الآخر، عفاريت عدلى علام، أستاذ ورئيس قسم».
تاريخ فنى طويل عاشه ويستكمله الفنان الكبير رشوان توفيق، تعاون خلاله مع عمالقة الفن، كان نتاجه رصيدا ضخما من الأعمال الفنية التى أصبحت علامات فى تاريخ الفن والدراما والمسرح، ورغم قلة ما قدمه فى السينما فإنه تفوق فى أدواره ونال عنها عددا من الجوائز ومنها جائزة أحسن ممثل عن مشاركته فى فيلم جريمة فى الحى الهادئ، رغم أنه شارك فى دور ثان.
وبالرغم من أننا جميعا نعرف أعمال الفنان الكبير رشوان توفيق الفنية ونحبها إلا أن هناك جانب آخر ربما لا يعرفه الكثيرون عن الفنان الكبير وهو أنه عمل مخرجاً بالتلفزيون ومذيعاً لبرامج الشباب وكان ورفاقه سبباً فى إنشاء مسرح التلفزيون ، وهو ما كشفه الفنان الكبير رشوان توفيق فى حوار مع انفراد حيث تحدث عن دوره في بدايات التلفزيون.
وقال الفنان رشوان توفيق:" جيلى كان محظوظاً بافتتاح التلفزيون، حيث تم تعيينى مع عدد من خريجى المعهد بالتلفزيون ومنهم عزت العلايلى وكنا يوم افتتاح التلفزيون في 23 يوليو 1960 فى الاستديو وكانت مصر كلها تتلألأ وتحتفل"
وتابع :"اشتغلنا مديرين استديو وكانت وظيفة خطيرة جدا، المخرج فوق ومدير الاستديو يدير المعركة فى البلاتوه ويحرك الممثلين، وبعدها أجرى عبدالحميد يونس رئيس التلفزيون اختبار مذيعين، وقدمت فيه ونجحت وكنت دفعة محمد رجائى ووائل عبدالمجيد ومنير التونى، وأعطونا تدريبات قاسية، وكانت أمانى ناشد تقدم برامج الشباب ومنفذ برامجها المخرج حسين كمال ، وبعد فترة أخبرونى أننى سأقدم برامج الشباب بدلاً منها"
يحكى الفنان الكبير كيف حقق ورفاقه الذين تم تعيينهم بالتلفزيون حلمهم وكانوا سبباً في ميلاد مسرح التلفزيون:" فكرت أنا وأحمد توفيق والعلايلى نعمل فرقة مسرحية داخل مبنى التلفزيون وكتبنا مذكرة وعرضت الفكرة على الدكتور حاتم عبدالقادر وترتب عليها بداية مسرح التلفزيون، وجاء السيد بدير وهو عبقرى من عباقرة مصر ومتعدد المواهب وتولى الموضوع وكون 3 فرق مسرحية بها 45 ممثلا، والفرقة التى انضممت إليها كانت تضم يوسف شعبان، صلاح قابيل،عزت العلايلى، حمدى أحمد، فؤاد أحمد، حسن مصطفى، وعملنا مسرحية شيئ فى صدرى، ولأننا لم نكن معروفين استعان ب 5 فنانين كبار هم نعيمة وصفى وصلاح منصور وزوزوماضى وزيزى البدراوى، ونجح العمل نجاحاً كبيراً، وفى السنة التالية زاد عدد هذه الفرق ليصبح 7 فرق، وتدربت مع المخرج كمال ابو العلا وأخرجت مسلسلى من الجانى والحجرة واشتغلت ممثل ومخرج ومذيع"