نظممهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأةندوة لتكريم المخرجة الكبيرة إنعام محمد على، وقال الكاتب الصحفى حسن أبو العلا مدير المهرجان، أن المهرجان يتشرف بتكريم المخرجة الكبيرة إنعام محمد على، على مشوارها الكبير فى السينما والتليفزيون، وقال أن المهرجان حريص على تكريمها كمخرجة كبيرة تناصر قضايا المرأة، وشرف لمهرجان أسوان أن تكون معنا هذه المخرجة الكبيرة.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة موريس التى أدارت الندوة: حين طلب منى الكتابة عن إنعام محمد على لم أعرف من أين أبدأ، هناك زوايا كثيرة، كل قضايا المرأة تناولتها، كل ما نناقشه الآن كانت تناقشه زمان، قدمت أفلاما مهمة مثل الطريق إلى إيلات وحكايات الغريب، وقدمت مسلسلات مهمة مثل دولت فهمى وضمير أبلة حكمت وأم كلثوم، لديها الكثير جدا على مستوى الفن وعلى مستوى الدعم لقضايا المرأة.
وأضافت ماجدة: هى صعيدية، والدتها كانت متعلمة ومثقفة فدعمت ابنتها حتى تعمل وتصرف على نفسها حين تتخرج، ودخلت التليفزيون مع بداياته، فوجئت بأن اللجنة التى اختارتها وضعتها فى قسم الإخراج، وبعد ذلك انطلقت فى مسيرتها كمخرجة.
وقالت إنعام محمد على أن المجتمع لن يتقدم إلا بالاثنين الرجل والمرأة جنبا إلى جنب، وأضافت عن بدايات مشوارها: أنا من المنيا، كان لى 5 أشقاء، وعانيت كامرأة صعيدية من التقاليد السائدة، وكان من الممكن ألا أدخل الجامعة لأن بها اختلاطا، صمت عن الطعام ثلاثة أيام حتى دخلت كلية الآداب، كان لى نشاط فيها لم يكن أهلى يعرفون عنه شيئا، كنت سكرتير تحرير مجلة فى الجامعة، لم أجرؤ على أخذها للمنزل، لأنه كان هناك سياج من التقاليد.
واضافت: وجدت إعلانا عن الحاجة لمخرجين فى التليفزيون من الجنسين، وكانت المرة الأولى التى يظهر فيها مساواة فى هذا الأمر، فالمرأة نادرا ما كانت تظهر كمخرجة فى السينما، موجودة بكثافة كممثلة وكمنتجة لكن فى الإخراج لم يكن هناك الكثيرات، تجارب قليلة جدا، واختارونى فى مراقبة المسلسلات، لم تكن لدى فكرة عن هذا العمل لكن تبنيت مقولة هاملت " أكون أو لا أكون " قررت دراسة كل مفردات العمل، وبدأت مشوارا للتثقيف الذاتى، وكنت محظوظة أن بداياتى كانت مع المخرج والفنان الكبير محمود مرسى، كان قد درس الإخراج فى الخارج، كنا نقوم ببروفات لمدة شهرين، نرسم الحركة الدرامية على الأرض مثل المسرح، أسلوبه فى توجيه الممثل كان رائعا، وكان صاحب الفضل على فى بداياتى، لأن أكثر شئ تميزت فيه هو توجيه الممثل، لاختلاف أدوار الممثلين فى أعمالى.
وتابعت إنعام : هناك قفزة أخرى حصلت لى، كنت وقتها أمضى أكثر من سنة خبرة فى الدراما التليفزيونية، وكانت هذه ركيزة انطلقت منها فى اختيار كل أعمالى، مثل أن يتناول العمل قضية تنموية، قضية هادفة وما إلى ذلك، على اختلاف مضمون العمل كوميدى أو تراجيدى أو غيره، لكن تربطها رؤية واحدة، انطلقت منها وهى الدراما التليفزيونية ودورها فى التطوير الاجتماعى، ومنذ أول خطوة ربطت بين حرية المرأة وبين عملها، بمجرد أن استقللت بحياتى لم يعد أخوتى يتدخلون فى شئونى فمجتمع الستينيات كان منفتحا جدا، الميثاق كان فيه جملة تقول " تنفتح كل الأبواب المغلقة أمام المرأة، وتتساوى المرأة مع الرجل فى كل شئ."
وأضافت: أكثر اثنين أثرا فى هما محمود مرسى ونور الدمرداش، تعلمت منهما الحركة وكيفية القيام أو ترتيب الحركات بشكل سليم، ولم أقبل بأى عمل لكى أحصل على أموال، إذا لم يكن يتفق مع وجهة نظرى وأفكارى لم أكن لأقبل العمل.. وكان هناك مؤلفون كثيرون يتفقون مع وجهة نظرى، لم آخذ نصا وندمت أننى نفذته.
وقالت إنعام: حين تولى نور الدمرداش إدارة التمثيليات رأى أن الإخراج أمر ثقيل جدا على المرأة، كنا ثلاث مخرجات، ونقلنا إلى إدارات أخرى. صدر قرار بمنع المرأة من الإخراج لمدة سنة وتم الغاؤه بعد ذلك، وحول الإنتاج الخاص داخل التليفزيون، والمسلسلات التى كانت تنتج خارج التليفزيون، قالت إنعام : لم أعمل فى هذه المسلسلات كثيرا مثل زملائى، كانت لى تجربة مع مسلسل عودة السندباد مع يحيى الفخرانى، المنتج كان يسألنا يوميا عن حجم التسجيل، كان مسلسل رائع جدا، لكن لا أحب الضغط، دائما همى واهتمامى والمشاهد، أن تحقق أعمالى صدى والهدف الذى أريده، دائما كنت أقول أن المسلسل مع كلمة النهاية يبدأ عند المتفرج، حيث يستنبط الأهداف والرسائل، ومن ضمن المسلسلات التى طبقتها لرسالة الماجستير الخاصة بى مسلسل هى والمستحيل، كانت عن قضية محو الأمية، فكرت كيف نقدمها فى ثوب جذاب ومؤثر، كان المسلسل عشر حلقات، سيدات المغرب جعلوا وزارة المعارف تفتح لهم فصول محو أمية، وشكرونا على هذا المسلسل.
وحول أعمالها السينمائية وفيلمها الأول "آسفة أرفض الطلاق" قالت إنعام : هذا موضوع مهم يتناول الطلاق الغيابى، الزواج يتطلب طرفين لكن يمكن الرجل أن يطلق غيابيا، مهما كان المحتوى جميل لكن فى قالب فنى غير مؤثر لن يؤتى أثره. الجاذبية الفنية والتأثير هى التى تحقق المصداقية. فى لحظة لن تششعر أنك أمام عمل تمثيلى، ولكن أمام قضية حقيقية تتفاعل معها.
وحول أفلامها الأخرى مثل يوميات امرأة عصرية، ثم صائد الأحلام، ثم حكايات الغريب، الطريق إلى إيلات، الذى أصر ممدوح الليثى أن تخرجه، قالت بعد حكايات الغريب، فوجئت بمموح الليثى يطلب منى إخراج هذا الفيلم، قلت له أنت مخطئ فى العنوان، أنا لم أدخل الجيش ولا أعرف هذه الخبرة، وأصر أن أخرج الفيلم، وطلبت مقابلة الضفادع البشرية الحقيقية، وأماكن التصوير، وكنت أول مخرجة تقدم فيلما حربيا.
وأضافت قبل مسلسل أم كلثوم قضيت سنتين أجمع المعلومات عن الموضوع. وهكذا فى كل أعمالى يجب التحضير لها جيدا.
وقالت إنعام: كانت شادية هى المرشحة الأولى لتقديم مسلسل، ولكن لظروف ما اعتذرت شادية، فذهبت لفاتن حمامة وطلبت منه تقديم عمل فى التليفزيون فطلبت عملا تربويا، وفعلا ذهبت لأسامة أنور عكاشة وطلبت منه كتابة هذا المسلسل، وفى أحد المشاهد طلبت منها إعادة مشهد، وهى رفضت، كانت لديها لثغة فى الراء، تظهر أكثر حين تكون مرهقة، وكان هدفى من الإعادة أن تظهر بصورة جيدة.
إحدى المداخلات قالت أن تكريم مهرجان أسوان لإنعام محمد على هو تكريم للقيمة، لأن الدراما التى قدمتها غيرت فى حياة الناس بالفعل.. وفى نهاية الندوة سلمها السيناريست محمد عبد الخالق، رئيس المهرجان، درع تكريم مقدم لها من الاتحاد الأوربى.