كثير من الأعمال الموسيقية والأغانى التى ارتبط بها وحفظها الملايين وحققت نجاحًا كبيرًا على مر الأجيال ولدت عن طريق الصدفة أو لم يكن مخططاً لها، وكان لكل منها حكاية طريفة قد لا يعرفها الملايين ممن عشقوا هذه الأغانى.
وكان من بين هذه الأغانى أغنية شهيرة للموسيقار الكبير فريد الأطرش وهى أغنية " أنا وانت لوحدنا" ، والتى ولدت فى بيته بالصدفة وأثناء استعداده للسفر إلى أوربا فى رحلة علاجية ، وذلك عندما زاره الكاتب أنور عبد الله والد الفنانة سماح أنور وأخرج من جيبه منديلاً، فسقطت من جيبه ورقة دون أن يقصد على الأرض، ولمح فؤاد الأطرش شقيق فريد هذه الورقة فظن أنها سقطت من شقيقه خاصة أنه وجد فيها كلمات أغنية.
وأعطى فؤاد لشقيقه فريد الورقة وقال له: "الظاهر فى أغنية وقعت من جيبك"، وأمسك فريد بالورقة وبدأ يقرأ بصوت مرتفع: أنا وانت لوحدنا حسدونا فى حبنا ، وباريتهم زينا " فسأله الكاتب أنور عبدالله: "عجبتك الغنوة؟"، فقال فريد حلوة وممكن تنفع".
وسافر فريد الأطرش إلى فرنسا وهو يحمل معه أغانى فيلمه "عهد الهوى"، ليقوم بتلحينها حتى يعود إلى مصر ليستأنف تصوير الفيلم، وهناك بحث عن أغانى الفيلم فى حقائبه فلم يجدها، ولكنه وجد مظروفًا أخر يحتوى على أغانى ليس لها علاقة بالفيلم، ومد يده ليسحب إحداها، فكانت الأغنية التى كتبها صديقه أنور، وأخذ عوده وبدأ يدندن، حتى استكمل تلحين الأغنية ، وعندما عاد إلى مصر ضم هذه الأغنية إلى أغانى فيلمه الجديد، لتحقق نجاحاً كبيراً، وتكون الصدفة بداية لواحدة من أجمل وأشهر أغانى فريد الأطرش.