يمر اليوم 99 عاما على ميلاد عمدة السينما المصرية الفنان الكبير صلاح منصور أحد عمالقة الفن الكبار الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 17 مارس من عام 1923 ليكون أحد مبدعى الفن الذين أثروا الحياة الفنية بالعديد من الأعمال الخالدة التى ستبقى فى اذهان الملايين إلى الأبد.
صلاح منصور الفنان العبقرى ذو النظرات المعبرة الذى ما إن تشاهده ولو فى مشاهد قليلة من العمل الفنى حتى تتأثر به ولا تنسى أدائه مطلقاً، فمن ينسى نظرات وأداء العمدة عتمان فى فيلم الزوجة الثانية أحد أهم أدواره العبقرية وهو يجسد أقسى درجات الطغيان والظلم وفى نهاية الفيلم يجسد أقسى درجات الضعف والانكسار، وفى فيلم البوسطجى وهو يجسد دور والد جميلة ، وفى دور الإمام بفيلم ثورة اليمن وفى مئات الأعمال المسرحية والسينمائية والدرامية الأخرى التى يكفيه مشهد أو مشاهد قليلة ليثبت أنه عبقرية فنية نادرة.
بدأت مواهب صلاح منصور الفنية وهو طفل على المسرح المدرسي عام 1938 ، ثم التحق وتخرج من معهد التمثيل ، وعمل محررا في روزا اليوسف ، وأسس المسرح المدرسي مع زكي طليمات، كما كون مع زملاء دفعته فرقه المسرح الحر عام 1954 ، واشترك في العديد من المسرحيات مثل " الناس اللي تحت "، " ملك الشحاتين "، " برعي بعد التحسينات "، " زقاق المدق "، " ياطالع الشجرة "، " رومولوس العظيم "، " زيارة السيدة العجوز "، كما شارك في العديد من المسلسلات الإذاعية والتفزيونية، أخرها المسلسل الديني على هامش السيرة.
ولم تقتصر مواهب الفنان الكبير على التمثيل فقط ، بل أخرج الكثير من الأعمال، واشتهر منصور بقوته فى أداء الشخصيات والأدوار المعقدة ومنهدوره فى فيلم " لن أعترف "، الذى حصل فيه على جائزة السينما وكذلك أدواره فى أفلام : "الشيطان الصغير"، " أرمله وثلاث بنات "، " الزوجة الثانية "، وغيرها، ودخل عدد من أفلامه فى قائمة أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية.
وتكبد الفنان الكبير العديد من الصعاب والمشاق فى سبيل فنه وبلده، ففى أثناء تصوير فيلم «ثورة اليمن» الذى قام فيه الفنان صلاح منصور بدور الإمام أحمد الذى كان يحكم اليمن تعرض فريق العمل للضرب من الشعب اليمنى، نظرا للتشابه بين صلاح منصور والإمام أحمد وظنوا أن الحاكم عاد من جديد ولم ينقذ فريق العمل سوى تدخل الشرطة باليمن.
وعاش الفنان الكبير فى حياته العديد من الصدمات والأحزان حيث اصيب ابنه الأصغر بمرض وعولج لفترة وبعدها رحل تاركاً جرحاً نافذاً فى قلب أبيه، الذى أصيب بصدمة عصبية، وبدأت معاناته مع المرض، حيث عانى من سرطان في الرئة وتليف في الكبد.
وبعد رحلة من العطاء الفنى والإنسانى رحل الفنان الكبير صلاح منصور عن عالمنا فى 19 يناير عام 1979، تاركاً ورائه تراث فنى خلد اسمه فى سجلات المبدعين إلى الأبد.