قبل أن تبدأ الإذاعة المصرية بثها رسمياً عام 1934 كان هناك العديد من محطات الإذاعة الأهلية التى يمتلكها أفراد وتقوم بجهود فردية وأغلبها بدائية، وقد لا يعرف الكثيرون أن الفنان الكبير يوسف وهبى كان يمتلك إحدى هذه الإذاعات الأهلية سماها فى بدايتها محطة مصر الملكية ، ثم غير اسمها إلى محطة رمسيس.
وفى أحد حواراته النادرة تحدث الفنان الكبير يوسف وهبى عن العديد من الطرائف التى حدثت فى هذه الإذاعة التى اتخذ لها مقراً فى غرفة من مكتب شقيقه اسماعيل وهبى المحامى فى شارع الجيش.
وقال يوسف وهبى أن المطرب القديم الشيخ محمود صبح صاحب الصوت القوى والذى كان يجيد العزف على العود والناى والبيانو كان يذيع فى محطة فاروق الأهلية وحدث بينه وبين القائمين عليها خلاف كبير فتركها، وانتقل إلى محطة إذاعة مصر التى يديرها وهبى ، وكان الشيخ صبح كلما انتهى من الغناء صاح على الهواء، قائلاً : " ياسلام ياسيدنا الشيخ ، سامعين يابتوع محطة فاروق، ينعل أبو ..." ، ثم ينهال بسيل من الشتائم على محطة فاروق.
وأشار يوسف وهبى إلى أن البوليس جاء ذات يوم وقبض على الشيخ صبح بسبب هذه الشتائم ولم يفرج عنه إللا بعد أن تعهد بعدم سب المحطة لأنها تحمل اسم الملك فاروق .
وكان الشيخ صبح يحرص على أن يقدم نفسه للمستمعين قائلاً :" أنا الشيخ صبح، أنا سيد المطربين واللى مش عاجبه يشرب من البحر"