حين تعرف أنه صوته سيزين تتر مسلسل تتأكد أنك سترى عملاً فنياً قوياً يستحق المشاهدة، تتحمس لمشاهدة العمل وتستطيع أن تكون حكماً مسبقاً عنه قبل أن تراه.
فعلى مدار أكثر من 40 عاما منذ بدأ على الحجار بغناء تتر مسلسل الأيام وهو يحافظ على عهده مع جمهور الدراما، يجمعنا صوته ليزف لنا أننا سنرى عملاً قوياً ودراما تنتمى للعصر الذهبى، هذا العهد الذى استمر منذ بدايات الفنان الكبير وحتى يومنا هذا ولم يخلفه يوماً، فلم يسمح الحجار لصوته ذو الهيبة والفخامة أن يكون عنواناً لعمل دون المستوى أو أقل مما عودنا عليه صاحب الحنجرة الماسية التى لا تتغنى إلا بما يناسب فخامتها.
يطل علينا على الحجار هذا العام من خلال تتر مسلسل جزيرة غمام ليضيف إلى رصيده ورصيدنا من الجمال والإبداع تتراً ومسلسلاً سيبقى ضمن كنوزنا الفنية كما فعل وعودنا دائما فى روائع مثل:" الشهد والدموع ، غوايش ، رحلة أبو العلا البشرى، بوابة الحلوانى، عبدالله النديم، المال والبنون ، العصيان، ذئاب الجبل ، السيرة الهلالية، الرحايا، مسألة مبدأ، حدائق الشيطان، الليل وآخره، شيخ العرب همام وغيرها ، حتى عاد مجدداً ليتحفنا بغناء تتر مسلسل جزيرة غمام هذا العام.
على الحجار الذى أحدث نقلة وثورة وتجديداً فى التترات الدرامية ولفت الانتباه عندما غنى أول تتر فى حياته الفنية لمسلسل الأيام، وكانت التترات قبل ذلك عبارة عن موسيقى أو أصوات مجاميع، ولم يكن معتاداً أن يغنى المطربون تترات المسلسلات، فمنح صوته هيبة ومكانة للتتر وجعله من أهم مقومات نجاح العمل الفنى.
الحجار الصوت الذى يحتفظ ببهائه ولمعانه وقوته ومبادئه، والذى عبر أفضل تعبيرعن الصعيد بصوته الذى يحمل شموخ وقوة الجبل، ونقاء الريف وعنفوان البحر وانسياب النهر وسمرة النيل وخير طميه، صوت الفرح والحزن والشجن والعزة والهمة والصبر والحنين، يعود ليمتعنا بكل هذا فى مسلسل من تأليف المبدع عبدالرحيم كمال خير من كتب الدراما الصعيدية، والذى سبق وتعاون معه الحجار بالغناء فى مسلسلى الرحايا وشيخ العرب همام، فيعود الحجار لغناء التترات بعد غياب 7 سنوات.
على الحجار المتجدد الذى لا يقبل سوى التعاون مع مبدعين ولديه القدرة والخبرة على أن يفرز المواهب وينتقى الكنوز التى تعيش عبر الزمن.
فالفنان ذو الحنجرة القوية القادرة على التلون الدرامى تعاون فى التترات التى قدمها مع عمالقة بوزن بليغ حمدى وعمار الشريعى وسيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودى حتى وصل عدد الأغنيات التى تعاون فيها مع غواص بحر النغم عمار الشريعى إلى 800 أغنية ، ويتعاون هذا العام مع الموسيقار الموهوب شادى مؤنس الذى وضع الموسيقى التصويرية لمسلسل جزيرة غمام والشاعر الكبير إبراهيم عبدالفتاح الذى سبق وتعاون معه الحجار فى عدد من روائعه ومنها " لما الشتا يدق البيبان"، والمخرج الكبير حسين المنباوى، وهكذا صنع الحجار ورفاقه المبدعين كنزاً جديداً يضاف إلى رصيد كنوزه وكنوزنا السابقة، التى تعيش وتصل لأجيال ربما لم يعاصروها ولكنهم حفظوها واستمتعوا بها.
على الحجار الذى منح عشرات الأعمال الدرامية صك البقاء والخلود، وأصبحت تتراته كالذهب يزداد بريقها وجمالها وقيمتها كلما مر عليها الزمن ، يضع لمسته الساحرة على مسلسل جزيرة غمام، الذى يمتلك بالإضافة إلى جمال التتر وأغانى الرباعيات التى يشدو بها الحجار خلال المسلسل مقومات كثيرة تؤكد أننا أمام عمل كبير ينتمى إلى تلك الأعمال التى تبقى فى الوجدان وهو ما يتضح مع ردود الأفعال الأولى ، حيث يضم المسلسل كوكبة من الموهوبين والمبدعين وتتضافر فيه مقومات الموسيقى والتمثيل والغناء والتصوير والديكور والإخراج لنكون أمام عمل كبير حرص صناعه على أن تتضافر فيه كل العوامل و المقومات التى تعيد أمجاد الدراما فى عصرها الذهبى .
ومسلسل "جزيرة غمام" من إخراج حسين المنباوي وتأليف عبد الرحيم كمال، إنتاج سينرجي، بطولة طارق لطفي، مي عز الدين، فتحي عبد الوهاب، أحمد أمين، رياض الخولي، محمد جمعة، هبة عبد الغني، ميار الغيطي، هاجر الشرنوبي مع ظهور خاص للنجمين وفاء عامر وعبد العزيز مخيون.