يمر اليوم 39 عامًا على رحيل الفنان الكبير محمود المليجى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 6 يونيو من عام 1983 بعد رحلة طويلة مع الفن والحياة كان خلالها أحد عمالقة الفن وعباقرته الذين خلدوا أسماءهم فى سجلات الإبداع والرواد، لتبقى أعمالهم فى ذاكرة ووجدان الملايين من كل الأجيال.
محمود المليجى شرير الشاشة الطيب القادر على أداء كل الأدوار والذى أبهر نجوم العالم بأدائه وقدراته وعبقريته الفنية، وترك رصيداً فنياً يقترب من 700 فيلم سينمائى، وهو ما يتجاوز 20% من إنتاج السينما المصرية، وأبدع في أدواره واستطاع أن يجسد الخير والشر، فرغم أنه أبدع فى بداياته وشبابه بأدوار الفتوة والشرير والقاتل ورئيس العصابة ، إلا أنه استطاع أن يبدع أيضا فى أدوار الخير والأب الطيب والفلاح المكافح الصامد وغيرها من أدوار متنوعة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن المليجى فى بداياته كان يطمح أن يكون ملاكماً رغم وزنه الخفيف فكان يلعب فى بطولة وزن الريشة، وفى حوار نادر للفنان الكبير كشف عن قصة حبه للملاكمة ولماذا تركها ليركز فى الفن والتمثيل.
وقال المليجى كان يلعب فى بطولة وزن الريشة وأقيمت مباراة كبرى للملاكمة على مستوى القطر المصرى، وكان الخصم الذى سيلعب أمامه اسمه "جاك بلتر" وعندما نزلا حلبة الملاكمة كان جاك عنيفاً خاصة أنه كان يزيد عن المليجى فى الوزن بنحو 15 كيلو، وبدأ المليجى يترنح من ضرباته الجبارة وفى الثالثة انسحب مفضلاً الاحتفاظ برأسه فوق كتفه وتنازل عن البطولة.
وأكد الفنان الكبير أنه قرر بعد هذه المباراة أن يهجر رياضة الملاكمة، ويركز فى هواية التمثيل حيث شارك فى حفلات وفرق المدرسة.
كما لا يعرف الجمهر الذى يعشق فن المليجى ويميزه بصوته الذى لا تخطأه أذن أن الفنان الكبير كان يحلم فى صباه أيضاً بأن يكون مطرباً وأن ينافس موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
وحكى المليجى عن هذه الأمنية فى حوار نادر مشيراً إلى أن والده كان من هواة الموسيقى والطرب وكان لديهم فى المنزل بيانو وبعض آلات العزف وجهاز "فونوغراف"، ومجموعة من اسطوانات المطربين والمطربات القدامى، وكان والده يجمع أصدقاءه كل ليلة للاستماع إلى اسطوانات عبده الحامولى وغيره، ثم يقوم بعضهم من الهواة بالغناء والعزف، فعشق المليجى الموسيقى والغناء، وتعرف على عدد من الموسيقيين وبدأ يتلقى دروساً فى أصول الغناء والطرب والموسيقى على يد أحد المطربين المغمورين، الذى استغل ما يدفعه المليجى له من أجر شهرى يقتطعه من مصروفه كمصدر رزق له، فكان يجامله ويوهمه بأنه سيصبح من أشهر مطربى عصره بل وسينافسهم، وأن صوته أفضل من صوت المطرب الناشئ فى ذلك الوقت محمد عبدالوهاب وسيحقق نجاحاً أكثر منه فى عالم الطرب.
ولكن حين قرر المليجى أن يغنى أمام عدد من أصدقائه، جمعهم فى البيت أثناء غياب والده وطلب منهم أن يصارحوه بالحقيقة وألا يجاملوه، وبمجرد أن انتهى من الغناء التفت حوله فلم يجد زملاءه الذين هربوا من الاستماع إلى صوته، وقال له أحدهم: "أن صوته يشبه صوت المدفع "، فكانت هذه الجلسة آخر صلة بين المليجى وبين الموسيقى، وقرر بعدها أن يبتعد عن الغناء، ويركز على هواية التمثيل.