برع نجيب الريحانى فى رسم البسمة على الوجوه واكتساب التعاطف من خلال المواقف الإنسانية الصادقة لم لا وهو "زعيم المسرح الفكاهي"، حيث ظهرت موهبته فى عمر صغير، لكن نجاحه أتى بعد الكثير من المعاناة، وكان ملمًا بالأعمال الأدبية للكثير من الأدباء العرب والفرنسيين، كما يرجع له الفضل فى تطوير المسرح والفن الكوميدى العربى بأفكاره واسكتشاته المبتكرة آنذاك، كانت أعماله الأولى تقليدًا لأعمال غربية لكنها أصبحت فيما بعد انعكاسا للحياة والواقع فى مصر بطريقة ساخرة وكوميدية.
وخلال هذه الأيام يحتفى صناع المسرح والدراما بنجيب الريحانى بعملين فنيين يتناولان سيرته وأعماله .
مسرحيًا، افتتح المخرج ناصر عبد المنعم العرض المسرحى "صانع البهجة" عسل وطحينة.. جنان فى جنان، من روائع بديع خيرى ونجيب الريحاني، يوم الإثنين الماضى، على مسرح الغد، وتناول العرض على مدى 75 دقيقة المشوار الفنى للريحانى من خلال المزج بين السرد المباشر على لسان الأبطال وتقديم مشاهد مؤداة من أشهر أعماله المسرحية التى كتبها بديع خيري.
"صانع البهجة" من بطولة سيد الرومى، سامية عاطف، ريم أحمد، محمود الزيات، خضر زنون، أشرف عبد الفضيل، محمد حسيب، هايدى بركات، ديكور محمد هاشم، أزياء سماح نبيل، اعداد موسيقى جمال رشاد، واعداد وإخراج ناصر عبد المنعم.
وأكد المخرج ناصر عبد المنعم بعد الليلة الأولى للعرض مساء الاثنين: "العرض يأتى فى إطار احتفال كبير لوزارة الثقافة بعشرينات القرن العشرين، الفترة من 1920 إلى 1930 بمختلف رموزها، ومن ضمن هذه الرموز سيد درويش ونجيب الريحانى وبديع خيري".
وقال إن "العرض يتضمن معلومات ونماذج من مسيرته (الريحاني)، بدايته مع الكوميديا الهزلية وتقديم شخصية "كشكش بيه" عمدة كفر البلاص، ثم علاقته مع بديع خيرى واهتمامهما بالنقد الاجتماعى واقتباس الأعمال العالمية، وصولا إلى صنع مسرح مصرى له طابع خاص يعتمد فى الكوميديا على الكتابة الجيدة وبناء المواقف وليس إلقاء الإيفيهات".
وتابع قائلا "أرى أن العرض قيمته فى تعريف الأجيال الجديدة بنجيب الريحانى وبديع خيري، خاصة أعمالهما المسرحية، لأن الأشهر بالنسبة للجمهور هى أفلامهما التى تعرض من حين لآخر بالتلفزيون".
تليفزيونيا، يواصل المخرج محمد فاضل تحضيرات مسلسله "الضاحك الباكى" الذى يتناول السيرة الذاتية للفنان نجيب الريحاني، قبل انطلاق التصوير خلال الأيام القبلة.
وأكد السيناريست محمد الغيطى "أن مشروع مسلسل "الضاحك الباكى" الذى يتناول تجسيد قصة حياة الفنان نجيب الريحانى تعثر لأكثر من سنة بسبب مشاكل إنتاجية وكان حلمًا بالنسبة لى من فترة كبيرة، خاصة أننا نفتقد هذه الأعمال من فترة كبيرة، والحمد لله المشروع سوف يخرج إلى النور قريبًا".
وأضاف أنه "يشكر الشركة المتحدة على تحمسها لهذا العمل باعتباره واحدًا من الأعمال القومية والفنية المهمة خاصة أننا منذ حوالى 12 عامًا لا يوجد عمل تاريخى ولا دينى ولا سيرة ذاتية ولا خاص بالأطفال ولا استعراضى، ولكن المتحدة يرجع لها الفضل فى تنفيذ هذه الأعمال الخاصة بذلك وإعادة الرموز التاريخية" .