بدأ المخرج هنرى بركات حياته الفنية كمساعد مخرج، وقد اكتشفته الفنانة والمنتجة آسيا داغر، التى كانت تبحث عن موهوب يخرج لها فيلمًا جديدًا بعد أن تركها المخرج أحمد جلال، وكان قد تزوج من ابنة أختها الفنانة مارى كوينى وانشغلا معاً فى تكوين شركة سينمائية، فاختارته آسيا داغر لإخراج فيلم "الشريد" عام 1942 بطولة حسين رياض وزكي رستم.
اليوم 11 يونيو ذكرى ميلاد هذا المخرج الكبيرعام 1914 ، وهو المخرج الحاصل علي ألقاب كثيرة منها : شيخ المخرجين، والد السينما الرومانسية، شاعر الشاشة الفضية، عندليب السينما المصرية، وهو واحد من كبار المخرجين في تاريخ السينما المصرية، الذين أثّروا في الفن السابع في مصر والعالم العربي ، وقدم مشهد الولادة في الحقل لفاتن حمامة في فيلم "الحرام" وهو أجمل مشاهد السينما المصرية على الإطلاق كما أكد المؤرخ والمؤلف الفرنسي جورج سادول .
وأخرج هنري بركات فيلم "دعاء الكروان" الذى عُرض في عام 1959، وهو مأخوذ عن رواية عميد الأدب العربي طه حسين، وتم عرضه في العديد من الصالونات الثقافية الأوروبية، حتى طرح اسمه وقتها ليمثل مصر في عام 1959، وبالفعل دخل ضمن الأفلام المرشحة في لجنة القبول لجوائز الأوسكار ، لكن لم يكمل طريقه للجائزة.
أخرج نحو 95 فيلماً سينمائياً تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي والرومانسي والاجتماعي والغنائي وغيرها من الأعمال، التي شكلت علامات فارقة في السينما المصرية الكلاسيكية مع عدد من النجوم، فقدم عشرة أفلام مع الفنان فريد الأطرش، وثلاثة أفلام مع الفنان المصري عبد الحليم حافظ، وثلاثة أفلام مع الفنانة المصرية ليلى مراد، وفيلمين للفنانة صباح، وفيلمين مع محمد فوزي، وفيلمين مع السيدة فيروز، وفيلمين مع هدى سلطان ، ولكن الحصة الأكبر كانت مع الراحلة فاتن حمامة التي مثلت معه 18 فيلماً، بعضها من أهم الأفلام في السينما المصرية منها "دعاء الكروان"، "الحرام"، "الخيط الرفيع"، و"ليلة القبض على فاطمة" و"أفواه وأرانب".
ومن أهم الأفلام التي قدمها هنري بركات، والتي أصبحت تراثاً كبيراً من الأفلام الروائية الطويلة في السينما المصرية : الشريد، المتهمة، القلب له واحد، الهانم، العقاب، الواجب، معلش يا زهر، عفريته هانم، آمال، ما تقولش لحد، غلطة أب، لحن الخلود، الحرام ، موعد غرام، دعاء الكروان، في بيتنا رجل، أمير الدهاء، هذا جناه أبي، حبيب العمر، دايما معاك، شعبان تحت الصفر، الباب المفتوح، الحب الضائع، أفواه وأرانب، سفر برلك من بطولة فيروز ونصري شمس الدين 1967، أيام وليالي".
وكرم المخرج الكبير هنري بركات في الكثير من المهرجانات ومنها: مهرجان باريس عام 1984، فالنسيا عام 1985، مهرجان الإسكندرية عام 1991، تلفزيون لوس أنجلوس أمريكا عام 1989، مونبيليه عام 1992، مهرجان القاهرة عام 1994 ، كما حصل هنري بركات على عدد من الترشيحات والتكريمات الرفيعة خلال مشواره الغزير، فترشح عام 1959 لدب مهرجان برلين الذهبي بفيلمين دفعة واحدة، هما "حسن ونعيمة" و"دعاء الكروان" ، كما ترشح للسعفة الذهبية من مهرجان "كان" الرفيع عام 1965 عن فيلمه "الحرام" ، وفاز بجائزة أفضل فيلم عام 1964 عن فيلم "الباب المفتوح" من مهرجان جاكارتا السينمائي ، كما نال أيضًا جائزة الذكر الخاص لمهرجان فالنسيا السينمائي الدولي عام 1984، بفيلمه "ليلة القبض على فاطمة" ، وفي مصر توّج قبيل نهاية حياته الفنية بعدد من أرفع الجوائز الثقافية، فحصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1995 ، كما حصل هنري بركات على وسام من مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1991، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1994.