يمر اليوم 93 عامًا على ميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 21 يونيو من عام 1929 ليكون أشهر مطرب فى مصر والعالم العربى ويعيش اسمه وفنه للأبد فى وجدان الملايين من كل الأجيال، حيث صنع فنًا عابرًا للزمن، وعاش حياة مليئة بالصعاب والكفاح والألام والأحزان والأمجاد.
ورغم الشهرة والمجد والموهبة التى تمتع بها العندليب الأسمر إلا أنه واجه فى حياته الكثير من الصعوبات ولم يكن طريقه مفروشًا بالورود ولكنه مشى على الأشواك حتى حقق النجاح والشهرة.
ففى أول مواجهة للعندليب مع الجمهور لم يتقبله الناس ورفضوا الاستماع له عندما غنى أغنية صافيني مرة التى لحنها له صديقه محمد الموجى وقذفه الجمهور بالبيض والطماطم وكانت صدمة كبيرة للعندليب.
كما تهرب الملحنون من التعاون مع حليم فى بداية حياته ولم يقتنعوا بموهبته، وهو ما كشفه الموسيقار الكبير كمال الطويل رفيق عمر العندليب فى مقال نادر كتبه عام 1957 تحت عنوان "نقيب الموسيقيين عارض اشتغال عبدالحليم وكل الملحنين تهربوا منه"، وشرح فى هذا المقال كيف أثرت صداقته للعندليب فى مصير كل منهما، حيث أصبح هو ملحناً من أجل عيون صديقه بعد أن تهرب منه جميع الملحنين.
وقال كمال الطويل أنه تزامل مع حليم أثناء الدراسة بمعهد الموسيقى وبعدها عمل مراقباً للموسيقى بالإذاعة، وقرر أن يفتح لصديقه الطريق ليغنى فى الإذاعة ولم يكن حينها يهتم بالتلحين أو الغناء وكان تركيزه منصب على مسئوليته كمراقب للموسيقى بالإذاعة.
وأشار كمال لطويل إلى أن نظام العمل بالإذاعة وقتها كان رتيباً يقتضى أن يختار الملحن المطرب الذى يسند له ألحانه، وأنه طلب من عدد من الملحنين أن يسندوا لحناً من ألحانهم لصديقه العندليب لكنهم كانوا يتهربون، ولأنه كان مؤمناً بموهبة صديقه قرر أن يلحن له أغنية ليقدم بها فى الإذاعة، خاصة أنه كان المعتاد وقتها ألا يلتحق أى مطرب جديد بالإذاعة إلا إذا غنى من ألحان أحد ملحنيها.
وكانت لجنة الإذاعة وقتها مكونة من الإذاعى الكبير حافظ عبدالوهاب ونقيب الموسيقيين وقتها عبدالحميد عبدالرحمن وكمال الطويل، وعارض نقيب الموسيقيين اشتغال حليم كمطرب، وكان يرى أن عازف الأوبوا لا يمكن أن يكون مطرباً، وانسحب من اللجنة ، ولكن كان الطويل وحافظ عبدالوهاب مؤمنين بموهبة حليم ، وأخذ كل منهما على عاتقه مسئولية تقديم هذا المطرب الجديد للناس، وهو ما دفعهما للبحث عن اسم رنان لعبدالحليم غير اسم عبدالحليم شبانة، وحتى لا يخلط الناس بين اسمه واسم شقيقه اسماعيل شبانة الذى كان نجماً بالإذاعة وقتها، ولذلك اختارا لعبد الحليم اسما مشتقا من اسم الإذاعى حافظ عبدالوهاب، ليكون اسم العندليب عبدالحليم حافظ، ووضع كمال الطويل لصديقه أول لحن ليلتحق به بالإذاعة ، ومن هنا شق كمال الطويل طريقه كملحن وموسيقار كبير بعد أن نجحت ألحانه بصوت عبدالحليم نجاحاً كبيراً، فأقبل عليه كبار المطربين والمطربات ليلحن لهم.