اليوم هو ذكري ميلاد راقية إبراهيم تلك الفنانة التي غلفت حياتها بالغموض فقد ظهرت في ثلاثينيات القرن الماضي وكان اسمها راشيل إبراهيم ليفي واسندت لها بهيجة حافظ الدور الثاني في فيلمها الجديد "ليلى بنت الصحراء" واختارت لها اسماً سينمائياً جديداً هو راقية إبراهيم ، وكان عمرها 18 سنة .
راقية ابراهيم كانت جارة وزميلة دراسة للنجمة ليليان زكي مراد موردخاي أو كما يعرفها الجمهور باسم ليلى مراد، وكلتاهما تنتميان للطائفة اليهودية التي كان أبناؤها يعيشون في مصر منذ قرون كجزء أساسي من النسيج الوطني المصري.
ظهرت في عدة أفلام مهمة من تاريخ السينما المصرية ففي عام 1937 شاركت في فيلم نجيب الريحاني "سلامة في خير" بدور "جيهان" المرأة اللعوب التي تحاول إغواء "الأمير كندهار". لكن انطلاقتها الحقيقية في سماء الشهرة والنجومية كانت من خلالها دورها الشهير مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944 حيث قدمت دور "فيفي" وغنت مع عبد الوهاب "حكيم عيون"، يومها كانت راقية إبراهيم قد وصلت إلى قمة عطائها ونضجها الفني ما توجها نجمة من نجمات حقبة الأربعينات في السينما المصرية والعربية.
جمعت راقية إبراهيم بالنجم العالمي مارلون براندو عدة صور ، وتعود قصة هذه الصورة للفترة التي سافرت فيها راقية للولايات المتحدة الامريكية واستقرت هناك ، حيث سافرت مرتين الأولي في عام 1952 في رحلة علاجية حيث كانت تعاني من مرض في الكبد، وخلال وجودها هناك وقع حادث مقتل عالمة الذرة المصرية سميرة موسى والذي يتهم البعض راقية ابراهيم بالتدبير له بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية.
وشاركت راقية ابراهيم بعد عودتها من أميركا في بطولة فيلمين هما "كدت أهدم بيتي" و"جنون الحب"، سافرت بعدها عام 56 مع زوجها مهندس الصوت المصري إبراهيم والي إلى باريس، لكنهما تطلقا سريعاً هناك، لتسافر بعدها إلى أميركا وحدها حيث استقرت هناك بشكل دائم ولم تعد إلى مصر بعدها أبداً.
تكهنات عديدة ظهرت حول سبب قرار راقية ابراهيم المفاجئ بالهجرة والاختفاء عن الساحة الفنية، ومن أسباب الإبتعاد التي يطرحها البعض أيضاً شعور راقية إبراهيم بأفول عصرها وظهور جيل جديد من النجمات اللاتي خطفن الأضواء من أمثال فاتن حمامة وشادية وسامية جمال وهند رستم.