"رمش عينه اللى جرحنى رمش عينه.. رمش عينه اللى دبحنى رمش عينه.. مين يا ناس يحكم بين قلبى وبينه"، لعل تلك الأغنية واحدة من أروع الأغانى التى غناها الراحل محرم فؤاد، والذى تحل اليوم السبت ذكرى ميلاده، والذى استطاع بواسطة حنجرته الذهبية أن يحفر اسمه وسط عمالقة الفن ليكون واحداً منهم، فملامحه المصرية الأصيلة وصوته المميز وحضوره الطاغى كانوا سبباً فى حجز مكانه فى قلوب الجمهور.
بدأ محرم فؤاد حياته الفنية فى سن مبكر فكان عمره لا يتجاوز الأربع سنوات عندما كان يقف على خشبة مسرح المدرسة ويغنى، لكن فى إحدى الحفلات التى كان يغنى فيها وهو مازال طفلاً جاءه خبر مفجع وهو وفاة والدته التى كانت بالنسبة له كل شىء، والتى كانت تشجعه على الغناء، وبعد فترة حاول الطفل أن يستمر فيما كان فيه لكنه اصطدم بمنع أبيه له ورفضه لطريق الفن خوفاً عليه من العقبات التى يواجهه مما أحزنه جدا ولكن لم يجد مفرا من تنفيذ رغبة والده، حتى توفى وهو فى عمر الحادية عشر فلم يتردد محرم بعدها فى استكمال مشوار الفن.
أحيى محرم العديد من الحفلات والأفراح والتحق بالمعهد العالى للموسيقى، كما قدم فى الإذاعة ونجح فيها وبدء يحطو خطوات كبيرة فى طريقه الفني، ولعل انطلاقته جاءت بمشاركة السندريلا سعاد حسني في فيلم حسن ونعيمة وكانت سعاد حينها وجهاً جديدا وكان عبد الحليم حافظ هو المرشح الأول للفيلم لكنه رفضه ليبحث هنرى بركات عن بديل له فرشحه له أحد الأصدقاء ونجح نجاحا كبيرا.
كانت شخصية محرم فؤاد شرقية ولعل هذا سبباً فى عدم استمرار زيجاته وقتاً طويلاً، فكانت المشاكل تدب بينهم دائما بسبب غيرته وعصبيته، ولعل أطول زيجة كانت مع عايدة رياض والتى حكت فى أحد لقاءتها عن "علقة موت" تلقتها منه، وذلك بعدما تلقت عايدة مكالمة هاتفية بعد منتصف الليل وكانت تظن أنه قد نام وكانت المكالمة من صديق خطيبها السابق، وسمعها محرم وهى تقول له إنها تنوى على الطلاق بعد نزولها مصر وأنها لم تعد تحب محرم، وعندما سمع هذا الحديث تحول لوحش كاسر وضربها ضرباً مبرحاً، لكن بعد أن استقرت الأمور اعتذر لها وظلت معه 13 عاما وانتهت بسبب رغبة عايدة في العودة للتمثيل الأمر الذى رفضه محرم.