كثيرًا ما يلعب الحظ دورًا كبيرًا فى حياة الفنان، فينقله إلى مصاف كبار النجوم ويحظى بالشهرة والأضواء والأدوار الكبيرة، أو يجعله حبيس الأدوار الثانوية منتظرًا فرصة للتألق ولكنها لا تأتى، أو يبدأ الفنان مشواره قويًا ثم سرعان ما يخفت نجمه ويتراجع، ولا يتبقى له شيئ من الشهرة ولا يعرفه أحد، وفى معظم هذه الأحوال قد يكون الفنان موهوبًا ولكن ينقصه شيء ما يحول بينه وبين النجومية أو استمرارها.
وفى زمن الفن الجميل ظهرت بعض الفنانات الجميلات اللاتى كن يحلمن بالشهرة والنجومية، وكانت بدايتهن واعدة، ولكن سرعان ما انطفأ نجمهن واختفين ولم يعد يذكرهن إلا القليل.
ومن بين هؤلاء الفنانات الفنانة أمال وحيد التى فازت بلقب ملكة جمال مصرية عام 1945، وهو ما شجع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب للاستعانة بها فى فيلم لست ملاكاً، وكان يظن أنها ستكون من عوامل جذب الجمهور للفيلم، حيث تحدثت الصحف والمجلات عنها كثيرًا بعد أن شاركت فى نفس العام بفيلم ابن الشرق، وهو أول عمل فنى لها بطولة الفنانة مديحة يسرى، ولكن لم يحدث ما توقعه عبدالوهاب بعد عرض فيلم لست ملاكاً عام 1946، رغم الدعاية الضخمة لاسم أمال وحيد، التى اكدت الصحف أنها ستبلغ مكانة فنية لم تصل إليها إحدى نجمات الفن وقتها.
ولم تحقق أمال نجاحًا كبيرًا، واقتصرت أدوارها بعد ذلك على بعض الأدوار الثانوية فى حوالى 12 فيلم سينمائى خلال الفترة من الأربعينات وحتى منتصف الخمسينات ، منها أفلام : حب وإعدام، شمعة تحترق، ليالى الأنس، وضربة القدر.
وكانت الفنانة الجميلة ابتعدت عن الفن بعد زواجها ، وعندما انفصلت عن زواجها حاولت العودة للفن ولكن انحصرت فى هذه الأدوار الثانوية وطواها النسيان ، ولم يساعدها الجمال وحده على الاستمرار فى طريق الفن.