يمر اليوم 27 عاما على رحيل الموسيقار الكبير محمد الموجى أحد عمالقة الموسيقى والتلحين ومجددى الموسيقى وصانع نجوم الطرب، والذى رحل عن عالمنا بعد حياة حافلة أثرى فيها عالم الموسيقى والطرب، بما يتجاوز 1500 لحن فى مثل هذا اليوم الموافق 1 يوليو من عام 1995.
كان الموسيقار محمد الموجى صاحب رؤية موسيقية تختلف عن غيره لهذا تميزت ألحانه وموسيقاه، وأصبح أحد أهم مجددى الموسيقى فى العصر الحديث، وتعاون مع عمالقة الطرب، فكانت ألحانه لهم مميزة تحمل طابعه الخاص.
ارتبط اسم الموجى كثيرًا باسم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وجمعتهما علاقة خاصة وصداقة قوية فى وقت مبكر، وقدم الموجى لحليم عشرات الألحان التى كتبت له الخلود، ولكن أحيانا كان العندليب يختلف مع الموجى، ويريد إضافة أو تعديل بعض الجمل اللحنية، ومن بين هذه الاختلافات ما حدث بينهما أثناء تلحين أغنية "نار يا حبيبى نار" التى ألفها شاعر الألف أغنية الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز، وعندما لحن الموجى هذه الأغنية وذهب بها إلى العندليب، اعترض حليم على تلحين مقطع "يا مدوبنى فى أحلى عذاب أبعتلك فى عنيا جواب" وطلب تغييره، ولكن الموجى كان مقتنعا به، فطلب منه حليم السفر للعجمى فترة ليغير الكوبليه.
ولكن عاد الموجى بعد فترة وسأله حليم: غيرت، فأجاب أيوه غيرت جو لكن ماغيرتش الكوبليه، ومش هاغيره وجرب غنيه فى حفلة أمام الجمهور قبل تصوير الأغنية ضمن فيلم حكاية حب".
واستجاب العندليب لرغبة الموجى، وحين غنى الأغنية أمام الجمهور كان المقطع الذى اعترض عليه أكثر مقطع أعجب الجمهور وطالب بإعادته أكثر من مرة، وبعدها ضحك حليم وقال للموسيقار الكبير: "شفت ياموجى الكوبليه اللى كنت عاوز تغيره نجح إزاى"، فضحك الصديقان واحتضن كل منهما الآخر.
كما تعاون الموسيقار محمد الموجى مع كوكب الشرق أم كلثوم فى عدد من الأغانى، منها (للصبر حدود واسأل روحك وبالسلام احنا بدينا)، وفي عام 1957 وقفت كوكب الشرق أم كلثوم لمدة 7 ساعات أمام ميكرفون الإذاعة لتسجيل نشيد جديد لحنه لها الموسيقار الكبير محمد الموجى، وهو نشيد "محلاك يا مصرى وأنت على الدفة والنصرة عاملة في القنال زفة" والذى كتبه الشاعر الكبير صلاح جاهين، حيث أرادت كوكب الشرق الانتهاء من تسجيل اللحن قبل سفرها إلى سوريا للمشاركة بالغناء في سوق دمشق الفني، ليذاع هذا النشيد في 14 سبتمبر بمناسبة احتفال مرشدى قناة السويس بالذكرى الأولى لمغادرة المرشدين الأجانب وتولى المصريين مسئولية قناة السويس.
وعن هذا اللحن قال الموسيقار الكبير محمد الموجى في أحد أحاديثه أنه راعى في وضع هذا اللحن أن يكون من نغمة "السيكا" التي تناسب إلى حد كبير الأناشيد والأغانى الشعبية، ومن نفس النغمة التي وضع منها لحن أغنيتى " يامّه القمر عالباب، ووقفوا الخطاب".
وأكد الموجى أنه وضع مطلع اللحن في 10 دقائق فقط وهى المدة التي استغرقها مشوار التاكسى من منزله إلى منزل كوكب الشرق أم كلثوم، حيث تخيل فيه الزفة المصرية.
وأضاف الموجى أنه لذلك أدخل الطبلة على تخت أم كلثوم لأول المرة، والتي عزف عليها الطبال الشهير سيد كراوية، كما اشترك أنور منسى عازف الكمان الشهير لأول مرة في العزف لأم كلثوم.