مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، والذى يحل غدا السبت، وحلول أفضل أيام الله التى يؤدى فيها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها فريضة الحج وينطلقون من بلادهم قاصدين بيت الله الحرام فى أطيب وأجمل رحلات العمر، تفيض المشاعر والدموع وتتجه القلوب والأنظار إلى مكة، ويفرح الحجيج فرحة لا توصف.
وارتبط المصريون منذ دخول الإسلام وانتشاره فى مصر بفريضة الحج ، التى تكاد تكون الأمنية الموحدة لدى كل المصريين المسلمين ، الذين اعتادوا الاحتفاء بمن فاز بهذه الفريضة وتمكن من أدائها ، ولعل المصريون أكثر الشعوب التى أبدعت الشعر والأغانى والأعمال الفنية للتعبيرعن ارتباطهم وتعلقهم وشوقهم وفرحتهم بالحج وزيارة الأراضى المقدسة، ويرددون هذه الأغانى الجميلة فى وداع واستقبال الحجاج الذين أنعم الله ويسر لهم أداء هذه الفريضة.
وردد المصريون الأشعار والأغانى المعبرة عن هذه المشاعر وعن الفرحة بالحج من قبل اختراع الإذاعة والتلفزيون ، وربما منذ عرفوا الإسلام ، وعرف التراث الشعبى المصرى أغانى الحج منذ زمن بعيد.
الغريب أن غناء أغانى الحج لم يقتصر على المطربين والمطربات الذين يدينون بالإسلام ، حيث لم تعرف مصر والوطن العربى الفوارق الدينية وسادت روح التسامح فى الفترات التى اذدهر فيها الفن ، لذلك غنى العديد من المطربين والمطربات غير المسلمين للحج والحجاج أغان عاشت لأجيال لتؤكد على أن الفن أحد أهم الوسائل التى تنشر التسامح وتبنذ الطائفية.
وكان من بين الفنانان غير المسلمات اللاتى غنين للحج المطربة اللبنانية ألكسندرا بدران التى اشتهرت باسمها الفنى نور الهدى أغنية "الحج"، خلال أحداث فيلم «أفراح»، الذى أخرجه نيازى مصطفى عام 1950 ، والأغنية كتب كلماتها الشاعر حسن توفيق، ولحنها عبد العزيز محمود.
وغنت الفنانة الكبيرة فيروز أكثر من أغنية دينية للحج ، منها قصيدة «غنيت مكة»، التى كتب كلماتها الشاعر سعيد عقل ، ولحنها الأخوين رحباني ليكون كل أضلاع وصناع هذه الأغنية الجميلة مسيحى الديانة.
كما غنى المطرب الكبير وديع الصافي من ألحانه وغنائه قصيدة «مكة»، التى كتب كلماتها الشاعر حسن عبد الله القرشي، وهكذا وحدت أغانى الحج بين المسلمين والمسيحين يداً واحدة للاحتفاء بالحجاج وبتلك الفريضة الإسلامية.
التاجز: لورد كاش، نور الهدى، فيروز، الرحبانية، وديع الصافى، اغانى الحج، مناسك الحج ، مسيحيون غنوا للحج
لبنانية لورد كاش وهى مسيحية الديانة ورغم ذلك غنت ولحنت عام 1947 أغنية عن الحج بعنوان «هذا الحجيج أقبل»، كتب كلماته أيضا شاعر مسيحى هو جبران كوينى