ارتبط المصريون منذ دخول الإسلام وانتشاره فى مصر بفريضة الحج، التى تكاد تكون الأمنية الموحدة لدى كل المسلمين، الذين اعتادوا الاحتفاء بمن فاز بهذه الفريضة وتمكن من أدائها، ولعل المصريون أكثر الشعوب التى أبدعت الشعر والأغانى والأعمال الفنية للتعبيرعن ارتباطهم وتعلقهم وشوقهم وفرحتهم بالحج وزيارة الأراضى المقدسة، ويرددون هذه الأغانى الجميلة فى وداع واستقبال الحجاج الذين أنعم الله ويسر لهم أداء هذه الفريضة.
وردد المصريون الأشعار والأغانى المعبرة عن هذه المشاعر وعن الفرحة بالحج من قبل اختراع الإذاعة والتلفزيون ، وكانت أغانى الحج فاتحة خير على عدد من نجوم الطرب ، ومن هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة نجاة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن نجاة الصغيرة التى بدأت مشوارها الفنى فى سن الطفولة المبكرة بتقليد وحفظ أغانى أم كلثوم ، غنت أول أغانيها الخاصة عن الحج وكان عمرها لا يتجاوز 11 عاما، ففى عام 1946 كانت الطفلة نجاة تغنى على مسرح حديقة الأزبكية أغنية حبيبى يسعد أوقاته لأم كلثوم، وسمعها الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان الشهير بـ«بابا شارو»، وأعجب بصوتها ، ودعاها ووالدها لزيارته فى مكتبة بالإذاعة، واصطحبها بابا شارو إلى ملحن ركن الأطفال الموسيقار أحمد خيرت، الذى أعطاها أغنية للحج كان قد ألفها ولحنها بعنوان: «طوفوا ببيت الله يا معشر الحجاج»، وبعدما كبرت واشتهرت قدمت نجاة أغنية «لبيك اللهم لبيك» من كلمات أحمد شفيق كامل وألحان محمد عبدالوهاب، وأغنية «يا رايحين أرض الكرامة» التى كانت أخر لحن للشيخ زكريا أحمد، حيث رحل وهو يلحن هذه الأغنية، لتكون من نصيب نجاة وأحد أغنياتها النادرة.