من الأصوات التي تتمتع بنبرة مميزة عن كل مطربات جيلها، هى المطربة نور الهدي التي أهلها صوتها القوي للمشاركة في التراتيل الكنيسة ، واسمها الحقيقي هو إلكسندرا نقولا بدران، وقد لدت في تركيا ولكن أصولها لبنانية.
اليوم 9 يوليو يتزامن مع ذكرى رحيلها عام 1998 عن عمر اقترب من الـ 73 عاما ، وبرغم عمرها المديد إلا أنها اعتزلت مبكرا بسبب تراكم الضرائب عليها ثم منعها من الغناء في الحفلات من قبل نقابة المهن الموسيقية وقتها، فاضطرت للخروج من مصر والعودة للبنان حتى وفاتها.
الموسيقار محمد عبد الوهاب هو مكتشف المطربة نور الهدي فعندما استمع إليها وهى تنشد قصيدة "يا جارة الوادي" لأمير الشعراء أحمد شوقي أعجب بصوتها ، وعندما رآها أيضا الفنان يوسف وهبي طلب منها زيارة مصر، حيث المجد والأضواء، وبالفعل أرسل لها تذكرة السفر، ووافق يوم قدومها مصر ليلة 26 رمضان، وكان المسلمون جميعًا يحتفلون بليلة القدر، فندرت فيما بعد أن تصوم شهر رمضان كله مع المسلمين حتى آخر يوم في عمرها رغم كونها مسيحية، وقد كان وقدمت معه في بدايتها فيلمي "جوهرة" عام 1943، و"برلنتي" عام 1944، وقدمت عددا من الأغنيات وكانت منافسة شرسة، وسط عمالقة الفن في هذا التوقيت أمثال أم كلثوم، وليلى مراد.
شهدت المرحلة التي عملت بها في السينما تألقا كبيرا وشاركت كل نجوم السينما والطرب آنذاك أفلامهم ومنهم : فريد الأطرش في " عايزة اتجوز " ، عبد العزيز محمود وأنور وجدي في فيلم " شباك حبيبي ، محمد فوزي في فيلم " قبلني يا ابي " ، عماد حمدي في " حكم الزمان " ، محمود ذو الفقار في " أفراح " ، يوسف وهبي في " جوهرة " ، وغيرها من الأفلام التي وصل عددها لـ 25 فيلما ، كان آخرها فيلم " حكم قراقوش " عام 1953 .