يمر اليوم 105 عامًا على ميلاد الفنان الكبير حسين صدقى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 9 يوليو من عام 1917 ليكون أحد نجوم الزمن الجميل ورواد الفن الذين عرفوا بتقواهم وورعهم وهو ما كان له أثره على رصيده فنى.
عرف حسين صدقى بتدينه وتقواه، حيث ولد لأسرة متدينة، وتوفى والده قبل أن يكمل حسين سن 5 سنوات، فتولت والدته التركية تنشئته، وحرصت على تربيته تربية دينية فنشأ ملتزمًا حريصًا على الصلاة، واشتُهر بخجله وأخلاقه، وارتبط بعلاقة صداقة بكبار المشايخ، منهم الشيخ عبد الحليم محمود والشيخ محمود شلتوت، الذى وصف صدقى بأنه يجسد معانى الفضيلة ويوجه الناس عن طريق السينما.
وحرص حسين صدقى الذى بدأ حياته الفنية فى الثلاثينات على أن يقدم أعمالاً هادفة، وأسس شركة سينمائية هى "أفلام مصر الحديثة"، وناقش مشاكل العمال، فى فيلم "العامل"، ومشكلة تشرد الأطفال فى فيلم "الأبرياء"، ومن أفلامه أيضًا "ليلى فى الظلام، المصرى أفندى، شاطئ الغرام، طريق الشوك، الحبيب المجهول، وفيلم خالد بن الوليد".
وكان حسين صدقى حريصًا على أداء فريضة الحج كل عام تقريبًا، حتى أنه كان أول فنان يجرى حواراً صحفياً بجوار الكعبة عندما كان يحج عام 1957 مع زوجته وابنته، وقال الفنان الكبير خلال هذا الحوار أنه يحرص على اصطحاب أسرته معه للحج، خاصة بعد أن كبرت ابنته.
فى نفس العام 1957 صور حسين صدقى فيلم خالد بن الوليد الذى قام ببطولته وإنتاجه وإخراجه ليقدم سيرة القائد خالد بن الوليد، واستلزم العمل بالفيلم أن يكون التصوير فى أماكن تعبر عن مدينة مكة وقت وقوع هذه الأحداث ، وقرر صدقى أن يبنى مدينة تشبه مدينة مكة فى هذه الحقبة التارخية التى تدور فيها أحداث الفيلم ، واختار لذلك منطقة تبعد عن منطقة الهرم بحوالى 30 كيلو ومسافة نصف ساعة بالسيارة.
وشيد حسين صدقى مدينة تشبه إلى حد كبير مدينة مكة الأصلية على مساحة 30 فدانا وتكلف انشاء الديكورات فيها حوالى 15 ألف جنيه وهو مبلغ كبير جداً وقتها، كما حرص على أن تكون ملابس الفنانين المشاركين فى الفيلم تتطابق مع ملابس هذه الحقبة التاريخية ، وأن يتم الرجوع فيها إلى المراجع التاريخية، وتكلفت الملابس 10 آلاف جنيه، ووصلت تكاليف الفليم إلى 80 ألف جنيه، وكان من أكثر الأفلام تكلفة وقتها خاصة وأنه كان فيلم سكوب بالألوان، واستغرق وضع السيناريو حوالى عامين وشارك فيه حسين صدقى وحسين حلمى وعبدالعزيز سلام ، كما استغرق الحوار 10 أشهر وشارك فيه الشيخ أحمد الشرباصى الذى كانت مهمته الحفاظ على الناحية التاريخية فيما يرى على لسان أبطال الفيلم من أحاديث، واستعان الشرباصى بحمد عثمان كمراجع للأحداث التاريخية.
وكان حسين صدقى يهدف إلى تقديم رحلة بطولة القائد خالد ابن الوليد وأن يقدم فيلمً تاريخي قوى ومكتمل العناصر لا يقل عن الأفلام التاريخية التى تقدمها هوليود فى ذلك الوقت، لذلك أنفق كل ما يستطيع إنفاقه ليظهر الفيلم بأحسن صورة.
وقبل وفاته أوصى حسين صدقى أولاده بحرق أفلامه ما عدا فيلم سيف الله خالد بن الوليد، وفارق الحياة فى 16 فبراير 1976، بعد أن لقنه صديقه الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق الشهادة.