يمر اليوم 24 عامًا على رحيل المطربة والفنانة الكبيرة نور الهدى التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 9 يوليو من عام 1998، بعد رحلة مع الفن والحياة وضعت اسمها بين كبار مطربات الزمن الجميل وتركت خلالها رصيدًا فنيًا لا يزال باقيًا يتردد على آسماع الملايين رغم أن مشوارها الفنى كان فيه العديد من العقبات التى لم تجعلها تكمله بنفس القوة التى بدأته بها.
فالفنانة نور الهدى التى ولدت فى 24 ديسمبر من عام 1924 بلبنان واسمها الحقيقى ألكسندرا نقولا بدران بدأت تغنى فى المدرسة وفي الحفلات الخاصة وشاركت فى التراتيل بالكنيسة واشتهرت موهبتها حتى أطلقوا عليها لقب أم كلثوم لبنان.
وكانت البداية الفنية لنور الهدى عام 1942 على يد الفنان الكبير يوسف وهبى الذى كان قد انتهى من إعداد فيلم الجوهرة الذى أسند دور البطولة فيه إلى هذه المطربة اللبنانية المغمورة، وهو ما دفع السينمائيون والنقاد إلى اتهامه بالتهور لأنه اسند دور البطولة لفنانة ناشئة لا يعرف عنها الجمهور شيئًا.
واختار يوسف وهبى للوجه الجديد الذى اكتشفه اسم "نور الهدى"، ليكتب بذلك بداية ميلاد نجمة جديدة فى عالم الفن والطرب.
وحققت نور الهدى شهرة ونجاحاً واسعاً فى فترة من أزهى فترات الطرب تنافس فيها العمالقة ولكنها استطاعت أن تثبت موهبتها بينهم، وغنت عشرات الأغانى ومنها "إن جيت للحق أنا زعلانة، يا ساعة بالوقت اجرى، ماتقولش لحد، مالكش حق، وأوبريت قمر الزمن، هل هلال العيد، ياجارة الوادى ، وغيرها عشرات الأغانى والموشحات والأوبريتات والاستعراضات التى غنتها نور الهدى ولازلنا نستمتع بها، وتعاونت فيها مع عمالقة التلحين والتأليف ومنهم أحمد رامي، وبيرم التونسي، وبديع خيري، و رياض السنباطي، محمد القصبجي، فريد غصن، كما آمن بها الموسيقار محمد فوزى وكون معها دويتو ناجح وتعاون معها فى 4 أفلام، كما عملت مع عدد كبير من كبار الفنانين مثل فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب، وكان آخر أفلام نور الهدى هو فيلم حكم قراقوش عام 1953.
وكانت نور الهدى من الفنانات اللاتى يرفضن ويشترطن عدم وجود قبلات لهن فى الأعمال الفنية، حتى فى بداية مشوارها الفنى حيث حدث خلاف بين والدها من ناحية ومكتشفها يوسف وهبى من ناحية أخرى كاد يحول دون عملها فى السينما، حيث أصر والدها على وضع شرط فى العقد الذى وقعته ابنته مع يوسف وهبى يمنع أن تقوم بأى دور يتضمن قبلات لابنته، حتى استطاعت الابنة احتواء الموقف قبل أن يصل الخلاف إلى طريق مسدود، حيث أقنعت والدها بأن يوسف بك رجل فاضل ولا يشارك إلا فى صنع الأفلام الأخلاقية التى تخلو من المشاهد المثيرة والقبلات ولن يكون فى الفيلم أى قبلة ولن تسمح هى بأن يقبلها أحد أثناء التصوير.
كما كانت نور الهدى من المطربات المسيحيات اللاتى غنين للحج ولأعياد المسلمين ومن هذه الأغنيات: هل هلال العيد، وأغنية "الحج"، خلال أحداث فيلم «أفراح»، الذى أخرجه نيازى مصطفى عام 1950.
ورغم نجاحها الكبير ابتعدت نور الهدى عن الفن والأضواء مبكراً بعد أن قدمت حوالى 25 فيلماً، وذلك بعد أن حاصرتها الضرائب وقررت نقابة الموسيقيين منعها من الغناء فى الحفلات واقتصارها على الغناء بالأفلام، فتركت نور الهدى مصر وانتقلت إلى لبنان، وانزوت هناك حتى رحيلها عام 1998 .