كان ظهور التليفزيون فى مصر حدث كبير ساهم فى تغيير مسيرة الفن والفنانين وكان ظهور كبار وعمالقة النجوم لأول مرة على شاشة التلفزيون الذى بدأ عام 1960، حدثًا مهمًا فى حياة كل منهم، حيث تخوف بعض النجوم الذين اعتادوا على مواجهة الجمهور بالمسرح وعلى تدفق المشاعر الناتج عن هذه اللقاءات المباشرة من هذا الجهاز الجديد، والجلوس امام كاميراته والالتقاء بالجمهور من وراء حجاب وشاشة وليس وجهًا لوجه.
وكان من بين هؤلاء النجوم كوكب الشرق أم كلثوم التى كانت تشعر فى كل مرة تصعد فيها إلى المسرح بأنها تواجه الجمهور لأول مرة وتنتظر منه ردود الأفعال التى تطمئنها وتشعرها بهذا الحب والسلطنة.
وفى بداية الستينات عرض التلفزيون المصرى على شاشته أول حفلة مسجلة لكوكب الشرق التى تابعت هذه الحفلة وكان رد فعلها مختلفاً حين رأت نفسها لأول مرة على الشاشة حيث قالت: "كنت أتمنى ألا أرى نفسى وأنا أغنى ، كنت أتمنى رؤية الجمهور وتعبيراته وانفعالاته، وهو يستمع إلى غنائى".
وتابعت كوكب الشرق: "كنت أحب لو أن التلفزيون عرض أمامى مشاعر الناس، فى الحفل، البيوت، والمقاهى، والقرى والمدن، فالتعبيرات على وجوه الجمهور تكمل الإطار الفنى الذى أعنيه".
وكانت كوكب الشرق تستطيع أن تسمع تعليقات الجمهور فى الصفوف الخلفية بحفلاتها، على الرغم من اندماجها فى اللحن الذى تغنيه وارتفاع صوت الآلات الموسيقية وصيحات الإعجاب من الجمهور التى كانت تملأ المسرح.
أما أول مرة دخلت فيها كوكب الشرق استديوهات التلفزيون ووقفت أمام عدسات كاميراته فكانت عندما ذهبت لتسجيل أغنية «السلام»، عام 1960 ، حيث ذهبت كوكب الشرق لتسجيل أغنيتها الجديدة بمناسبة عودة الرئيس جمال عبدالناصر من الأمم المتحدة، بعد أن عرض عليها المخرج رمضان خليفة الظهور في التلفزيون بهذه المناسبة ، فرحبت كوكب الشرق، التى بمجرد أن دخلت الاستديو تجمع حولها 20 خبيرا ، وبدأت آلات السينما تدخل إلى الاستوديو لأول مرة وسجلت الأغنية.