إذا كنتم ترونني الأن أفضل حالا، فده يمكن علشان انا استحملت التعب والغُلب والشقى والممرطة لذلك ربنا بيديني".. بتلك الكلمات تحدث إسماعيل ياسين عن لحظات صعبة عاشها في حياته قبل احترافه الفن وتحقيقه شهرة عريضة وصلت إلى كافة أنحاء الوطن العربي.
وتحل اليوم الذكرى الـ110 لميلاد نجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين الذي حكي في لقاء إعلامي قديم عن فترة ما قبل الشهرة إذ قال: أنا من مدينة السويس، والظروف جعلتني أخد 6 جنيهات سلف من جدتي لأمي، وهربت إلى القاهرة لأن ناس قالوا لي إن صوتي حلو، وفوجئت بأن معهد الموسيقي مغلق لأننا كنا في فترة الصيف.
وأضاف إسماعيل ياسين: وقتها كان عمري 17عاما، وكنت شابا طائشا معه 6 جنيهات وضيعتهم، وأصبحت لا أعرف إلى أين أذهب؟ ولم أجد سوى أولاد خالي الذين كان يكرمهم والدي عندما يأتوني لزيارتنا، لكنهم قالوا لي عندما رأوني "جاي ليه!".
واستطرد إسماعيل ياسين: أخبرتهم بأنني سأقيم في القاهرة وأقدم في معهد الموسيقي، لكنني فوجئت باعتراضهم على أن يصبح فردا من العائلة مطربا، وكأنني تاجر مخدرات مثلا، وللأسف ساءت حالتي النفسية و"مستريحتش" واخذت أسير في الشوارع لا أعرف مصيري.
وحول هذه الفترة قال إسماعيل ياسين: وكنت بلف طوال النهار ولا أعمل ولم أكن أعرف أحدا في القاهرة، وفي أخر اليوم كنت أنام في مسجد السيدة زينب، وكان إمام الجامع يرفصني برجله ويقول لي "أقوم" لغاية ما أصبحوا يحفظون شكلي لأن ملابسي اتسخت ولحيتي طالت.
وبطريقته الكوميدية سخر إسماعيل ياسين من حظه قائلا: السيدة زينب كانت بتفضل فاتحة طول اليوم، لكن على حظي أنا بقوا يقفلوها وتفتح الفجر، وبعد كدة طردوني وروحت جامع تاني في السيدة زينب برضوا.
واستكمال إسماعيل ياسين الحديث عن حظه العثر وقتها: عندما ذهبت إلى الجامع الآخر، غلبني النوم وراء الباب، وفوجئت بشخص يوقظني ويتهمني بأنني من سرقت طقم الشاي، لكن شيخ الجامع كان رجلا طيبا، وأخذني إلى منزله وغسل ملابسي وأعطاني 35 قرشا لأعود إلى السويس مرة أخرى.
وبكى إسماعيل ياسين لحظة تذكره تفاصيل عودته إلى السويس: عندما رجعت وجدت محل الصاغة الكبير الذي كان يمتلكه والدي، أصبح محل صغير ويضع ترابيزة أمامه ويعمل بيده.
جدير بالذكر أن إسماعيل ياسين ولد يوم 15 سبتمبر عام 1912، ومن أبرز أفلامه التي حملت اسمه "إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين"، "إسماعيل ياسين طرزان"، "إسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات"، "إسماعيل ياسين في البوليس"، وغيرها من الأفلام.
كما قدم للمسرح العديد من العروض منها "كل الرجالة كدة"، و"حكاية جواز"، "الحب لما يفرقع"، بينما قدم في الإذاعة مسلسلات منها "إسماعيل ياسين في إذاعة الشرق الأوسط".