دومًا ما اشتهر الكاتب الكبير الراحل توفيق الحكيم بألقاب عديدة تعكس مكانته الأدبية في عيون مريديه ممن سحرهم بقلمه ومؤلفاته، ومن أبرز تلك الألقاب التي اطلقت عليه عصفور الشرق، والمفكر الفيلسوف، إلا أن تلك الألقاب العديدة أوقفها الكثيرون خلف صفة طالما اهتم بها من حوله، وهي "البخل أو الحرص الزائد"، والذى وصل إلى حد حديث أدباء كبار عنه مثلما حصل مع نجيب محفوظ وغيره من الأدباء الكبار الذين تحدثوا عن ذلك، وفى ذكرى ميلاده نتطرق إلى حكاية مع أم كلثوم.
ولعل ذلك ما أعطى قيمة كبيرة لصورته التي التقطت له مع أم كلثوم، فهي الوحيدة التي استطاعت أن تقنعه بإخراج مبلغ من المال، وهذا ما أكد عليه كثير ممن شهدوا هذه الواقعة التى تعود إلى السبعينات وبالتحديد شتاء 1970.
وقد حدثت تلك الواقعة داخل مكتب توفيق الحكيم فى مقر جريدة الأهرام، والذى وصفها الكاتب كمال الملاخ فى إحدى مقالاته حين أكد على أن كوكب الشرق فاجأت الحكيم فى مكتبه ثم قالت له وهى تعلم مدى حرصه على الجنيه بحسب وصف "الملاخ" : أنا بجمع تبرعات نهديها عيديات لأبناء المهاجرين فى العيد ده، وكل سنة وأنت طيب.
فرد عليها بقوله: عاوزة إيه يا ست؟!
لتقطع محاولاته فى التهرب من الدفع قائلة: حتتبرع بكام يا توفيق؟!
فقال: بس يعنى ...... مهو بأه ... أصل الحكاية!
لترد كوكب الشرق: مهو أنا مش حأطلع من هنا إلا لما تطلع المحفظة؟!
ومع إصرار الست، استسلم الحكيم أخيرا وتبرع بجنيه واحد، الأمر الذى استنكرته أم كلثوم لتعلق: إزاى بس ده؟ توفيق الحكيم يتبرع بجنيه، هو ده يصح؟
ليجيب الحكيم: يصح يا ست والله يصح، طيب اتنين جنيه .. مهو مش أكتر من كده؟
وبعد مفاوضات بين الاثنين، حدث موقف طريف آخر حينما أعطى الحكيم محفظته لها لتفتحها وتأخذ ما تريد وكأنه استسلم للأمر الواقع، قبل أن تكتشف أم كلثوم حيلته بأنه لا يحتفظ بالأموال فى المحفظة وإنما يضعها فى جراب النظارة لتقول له: بتحط الفلوس فى عنيك يا توفيق، لينتهي الموقف بحصول أم كلثوم على مبلغ 7 جنيهات وتاركة له أربعة قروش قالت بخصوصهم: روّح بيهم.
ليرد عليها الحكيم بجملته الشهيرة: منك لله خلتينا متبرعين على آخر الزمن!