"غني لكل شيء"، هذه الجملة دائمًا كنت أسمعها من المنايرة – الجمهور العريض المحب العاشق لمحمد منير – وحينما تأملت وجمعت أغاني الكينج وجدت أنها جملة حقيقية وصادقة كل الصدق، فالكينج محمد منير لم يترك موضوعًا يخص الإنسان ومشاعره إلا وتناوله، فقد غنى للحب وللهجر وللخيانة وللإنسان فى كل مكان ولم يترك مناسبة وطنية أو اجتماعية أو دينية إلا وغنى لها، وحتى أغانيه التى يغنيها لمطربين آخرين مثل شادية ونجاة وشريفة فاضل، ستجد لها طعما ومذاقا خاصا فى صوته وأدائه، وكأنه يعيد اكتشافها من جديد.
اليوم نحتفل بعيد ميلاد الكينج محمد منير، الذي اعتبره مطربا من عمق الواقع المصري الصميم والعربي المُشبع بالمعاناة والأوجاع، فهو مطرب البسطاء والمثقفين - على السواء - ومطرب القرية والمدينة فى آن واحد، مطرب العشاق والمتصوفين على ذات درب الهوى، فقد غنى لكل شيء فأحبه الجمهور فأصبح "حدوتة مصرية".
المتأمل في أغاني محمد منير سيجدها بسيطة ولكنها ذات معان عميقة ونابعة من معاناة الكادحين والبسطاء، وهو دائما يبث رسائل أمل وحياة ويهدي قلبه لجمهوره لأنه جعل منه مساكن شعبية لهم وزرع لهم فى محيطه "نعناع الجنينة" وظل يغنى "تحت الياسمينا فى الليل"، وحدثهم عن "مشوار اسمه حياة" داعيا إياهم إلى التشبث بالأمل والأحلام التى ستتحقق يوما ما لأنه "لسه الأغانى ممكنة".