تميز الفنان الراحل محمد فوزي بأنه دائما كان يبحث عن الجديد ليقدمه، متحمسا لكل تجربة جديدة مهما كانت غريبة أو مختلفة، لذا يصنفه المهتمون بالموسيقى بأنه أحد أبرز المجددين في الغناء والموسيقى العربية ويطلق عليه آخرون لقب العبقري، بسبب رؤيته السابقة لجيله.
وتمر اليوم 20 أكتوبر ذكرى وفاة محمد فوزي الذي بعيدا عن أعماله وأفلامه السينمائية قدم العديد من الأغنيات والألحان التي تحمل حتى الآن روحا شبابية، وتدخل البهجة على قلوب مستمعيها، ومن أبرز تجاربه التي كانت تبدو غريبة وقتها لكنها حققت نجاحا كبيرا أغنية "طمني وارحمني".
ففي الوقت الذي كان الموسيقيون يتنافسون على اختيار أدوات موسيقية جديدة وتطويرها، طرأت على بال محمد فوزي فكرة تقديم أغنية دون استخدام أي آلة موسيقية، والاعتماد على الأصوات البشرية لتقوم بدور الآلة الموسيقية، وهو ما يعرف بفن الأكابيلا.
فن الأكابيلا يحتاج إلى دراسة متعمقة لعلم الأصوات البشرية وعلم التأليف الموسيقي من أجل فهم طبيعة ومساحة صوت المؤدي الذي يحل محل الألة الموسيقية، لذلك الأمر ليس عشوائيا بل يحتاج إلى فنان دارس ومغامر وعلى علم بأدق التفاصيل، ليقسم محمد فوزي فريق عمل الأغنية إلى 3 فئات، الأولى الكورال العادي الذي يردد مقطعا من الأغنية، ثم مجموعة من الأصوات النسائية لتحل محل الكمان والتشيلو، بينما تؤدي مجموعة الرجال صوت الآلات الموسيقية التي تحتاج إلى قوة في الأداء ومنها الكونترباص.
ظهرت أغنية "طمني وارحمني" في فيلم "معجزة السماء" الصادر عام 1956، من بطولة محمد فوزي ومديحة يسري، تأليف محمد فوزي وعلي الزرقاني وإخراج عاطف سالم.