كثير من المبدعين يتركون إرثا ثقافيا ولا يشعر بهم أحد، ولا ينالون الاهتمام الإعلامي أو تسليط الأضواء عليهم ولا عن ابداعاتهم ، ومن هؤلاء الكاتب المسرحية والمترجم والأديب إبراهيم رمزي الذي ترك لنا حوالي خمسين كتابًا بين مؤلف ومترجم، تعددت أشكالها وألوانها بين المسرحيات التاريخية، والمسرحيات الاجتماعية الكوميدية، حيث طرح العديد من المشكلات الاجتماعية والأخلاقية ذات الصلة بالبيئة المصرية وعالجها.
أعمال هذا الكاتب خرجت لخشبات المسارح وقدمها كبار النجوم والمخرجين فعلي سبيل المثال مسرحية «الحاكم بأمر الله» التي مثَّلَها «جورج أبيض» وأخرجها «زكي طليمات»، ومسرحية «أبطال المنصورة» التي مثلتها فرقة «عبد الرحمن رشدي» ومسرحيات أخرى ﻛ «البدوية» و«بنت الإخشيد».
في رأي الشخصي أن إبراهيم رمزي لم يوفه جزء من حقه سوي الدكتورة نجوي عانوس في كتابها عنه " مسرح إبراهيم رمزي " وهو دراسة تحليلية وتحقيق لنصوصه المسرحية ، فلا يقل إبداع رمزي في مجال التأليف عن إبداعه في مجال الترجمة، حيث ترجم العديد من روائع الأدب العالمي، منها: «قيصر وكليوبترا» لبرنارد شو، و«الملك لير» و«ترويض النمرة» لشكسبير، و«عدو الشعب» لإبسن، وهذا الأخير تحديدًا تأثر به رمزي إلى حدٍّ كبير ، ولذلك يعد هذا الرجل من أبرز دعائم المسرح العربي الحديث ورائد من رواده؛ حيث كان لإسهاماته أثر عميق في نهضة المسرحية العربية الحديثة في مصر، وهو من أوائل الذين حاولوا تأصيل الأجناس الأدبية الجديدة كما يقول الدكتور عبد الحميد يونس؛ فقد أنشأ القصة القصيرة وأسهم في مجال الرواية التاريخية.
وإبراهيم رمزي ولد عام 1884، بمدينة المنصورة وظل بها حتي المرحلة الإبتدائية ثم انتقل مع اسرته للقاهرة ليتخرج من المدرسة الخديوية الثانوية عام ١٩٠٦م. ثم سافر إلى بيروت ليلتحق هناك بالجامعة الأمريكية ، وقد حصل رمزي على دبلوم مدرسة المعلمين العليا عام ١٩٢١م، كما حصل على شهادة في التعاون من جامعة مانشستر.
لقاء إبراهيم رمزي بالإمام محمد عبده الذي أبدى إعجابًا كبيرًا ببراعة رمزي كان له حافزا كبيرا ، فقد أثني عبده علي شغفه ومعرفته الكبيرة بالأدب الإنجليزي ، وبعدها عاد إبراهيم رمزي إلى القاهرة، ليعمل مترجمًا بجريدة اللواء، ثم انتقل بعدها ليعمل رئيسًا لتحرير القسم الأدبي بجريدة البلاغ ، كما عمل مفتشًا لمدارس المعلمين، وترقى إلى أن عُيِّن سكرتيرًا للجنة العليا للبعثات، وظل في منصبه هذا إلى أن أحيل إلى المعاش عام ١٩٤٤م.