اليوم اجتمع الحبيبان بعد أن أبعد الموت الحبيبة عن حبيبها لما يقرب من 40 عامًا ولكنه أبدًا لم يستطع أن يفرق بينهما لحظة، حيث ظلت الفنانة الكبيرة فايزة أحمد حاضرة فى قلب ووجدان وكيان شريك عمرها وحبيبها الموسيقار الكبير محمد سلطان حتى لحق بها قبل قليل ليجتمع الحبيبان من جديد.
رحل الموسيقار الكبير بعد رحلة فراق وعناء ودموع لم ينس فيها حب عمره فايزة أحمد لحظة واحدة، رغم مرور كل هذه السنوات على رحيلها، كان يبكى كطفل فقد أمه كلما ذكر اسمها، يحيط نفسه بصورها فى كل مكان بالبيت الذى جمعهما.
وفى زيارة وحوار لـ "انفراد" مع الموسيقار الكبير محمد سلطان قبل رحيله تحدث عن زوجته وحب عمره الفنانة الكبيرة فايزة أحمد، التي رحلت عن عالمنا عام 1983 مجسدًا أكبر نموذج للوفاء والحب الذى يتحدى الموت والزمن، وبكى سلطان وهو يسرد ذكرياته معها وحبها الشديد له، وفترة مرضها ووفاتها.
وتحدث الموسيقار الكبير عن صفات زوجته الراحلة وأم ابنيه التوأم طارق وعمر قائلا: "فايزة أحمد فايزة كانت بسيطة أوى ومتدينة وخيرة ومحبة للناس، وكانت تقرأ القرأن وترتله مثل الشيوخ، وتقول دائمًا خاف الله، حتى أنها عملت أغنية اسمها خاف الله، وكانت تساعد الفقير، وتعطى بلا حساب"
وتابع متحدثا عن حبها له: "فايزة أحبتنى مثل أبويا وأمى، ويمكن أكتر، وبالنسبة لى ماكنتش مراتى بس كانت مراتى وبنتى وأمى وأختى وكنت وما زلت أحبها واعشق صوتها، يكفى أنها كزوجة عمرها ما علت صوتها عليا، حتى لو اتعصبت ألاقيها تبتسم وتبوسنى تقوللى حقك عليا مش عاوزاك تزعل، أقولها بتعتذرى ليه انتى ماغلطتيش تقوللى مش عاوزاك تزعل أبدا وكانت تيجى على نفسها علشانى"، وبكى الموسيقار الكبير قائلا " أقول إيه بس فكرتينى بالذى مضى".
وأوضح :" فايزة أم أولادى ولها مكانة كبيرة وستظل في قلبى دائما محدش حبنى زى فايزة، وطول الوقت كانت قاعدة في حضنى وتيجى على نفسها علشان مازعلش، وكانت مؤمنة بيا كملحن".
وبتأثر قال الموسيقار الكبير:" كنت لما أمرض أقوم من النوم أسمعها بتدعى وتبكى وتقول يارب يومى قبل يومه، خدنى أنا مش هوة، وأقولها حرام ماتقوليش كدة الأجل مكتوب عند ربنا، تقوللى مااقدرش أعيش من غيرك ومش عاوزة أعيش بعدك"
وتابع: " فايزة كانت حاسة إن عمرها قصير وكانت تقوللى لما أزعل مفيش حاجة مستاهلة، وتقوللى أنا حاسة إنى مش هاعيش كتير وهاموت صغيرة".
وبكى الموسيقار الكبير وهو يتحدث عن أغنية بكرة تعرف ياحبيبى بعد مايفوت الأوان قائلا : " كانت دايما تقوللى بكرة تعرف بحبك أد إيه، ومن كترما كانت بتكررالجملة دى أخدها المؤلف وكتب الأغنية"
وعن وقوفه بجوارها فترة مرضها قال :" أنا عمل واجبى أمام الله لأنها زوجتى وأم أولادى ولها مكانة كبيرة في نفسه حتى الأن، كانت بتغنيلى طول الوقت وقاعدة في حضنى ولو قعدنا تحط ايدها على كتفى ماحدش حبنى أد فايزة"
ويتذكر فترة مرضها وكلامتها الأخيرة باكيا ويقول :"مرضت وماقامتش من المرض وفى إحدى المرات سألتنى: انت عارف انا عشت أد ايه؟ قلتلها انتى صغيرة يافايزة ماكانتش كملت الخمسين، قالتلى 17 سنة، الفترة اللى عشتها معاك هي حياتى وعمرى، أنا اتعذبت واتبهدلت وأول مرة أحس إن الجواز متعة وسعادة معاك، فايزة تعنى ليا الكثير هي صادقة وأنا صادق".
وانهار الموسيقار الكبير قائلا:" موتها كسرنى قعدت مريض فترة وحرارتى ارتفعت وأصبت بانهيار، وكنت ولا زلت أحلم بها وأصحى بالليل وأكلمها وأنا نايم ،وأروح المقابر بالليل علشان أتكلم معاها، دفنتها مع أبويا وأمى".
وأضاف: "أنا حاسس إن روحها حوليا أكيد هي حاسة بيا".