قال الكاتب الدكتور سامح مهران، مؤلف مسرحية "هاملت بالمقلوب" التي تمثل مصر في مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، إن العرض عبارة عن مناقشة لتطور الفكر الغربي، مضيفًا فى تصريحات صحفية اليوم الإثنين إن "هاملت" شكسبير كانت تخاطب العقل كنموذج لعصر النهضة الذي كان يعلي من شأن العقل الإنساني على ما عداه.
وتابع مهران أنه عندما وصل هاملت إلى الدنمارك قادمًا من بريطانيا كانت تموج بحركة الإصلاح الديني البروتستانتي التي كانت تمثل ظهيرًا فكريًا للرأسمالية والطبقة البرجوازية وبروز فكر الشخصية التي تعني القدرة على الاختيار بعد إعمال العقل، قال جملته الشهيرة "هناك شيء عفن في الدنمارك"، على أساس أنها مازالت تسير وفق النموذج السابق لحركة الإصلاح الديني".
واستكمل مهران: "لذلك هاملت بالمقلوب تعبر عن ذلك الفكر الغربي الذي انقسم على نفسه وانقض على ذاته فيما يعرف بـ"الشعبوية الأوروبية"، حيث انقلب الغرب على مقولاته التي ظهرت في عصر النهضة، حتى أن الفيلسوف الفرنسي جان فرانسوا ليوتار قال عن الغرب أنه "مثل الحية التي تعض ذيلها".
وأشار إلى أن "الشعبوية الأوروبية" أصبحت ترفض الاختلاف وتجافي التنوع الثقافي، ولذلك تطرح المسرحية تساؤلا حول "ماذا لو وضعنا هاملت في سياق مختلف عن عصر النهضة الذي شهد ميلاد مسرحية هاملت للكاتب ويليام شكسبير"، مضيفا أن المسرحية تقوم على فكرة بناء فرضيات ثم هدمها، بعيدا عن الأشكال المسرحية المعتادة التي لها بداية ووسط ونهاية، ولذلك فمن يشاهد "هاملت بالمقلوب" لن يجد هاملت الكلاسيكي الذي يعرفه الجميع.
وأعرب مهران عن سعادته لتمثيل مصر في أيام قرطاج المسرحية بعرض "هاملت بالمقلوب"، مضيفا "كنت أتمنى أن تكون هناك مشاركات مصرية أخرى في المهرجان، خاصة أن مصر تحتضن العديد من المبدعين في كافة الفنون".
"هاملت بالمقلوب" بطولة عمرو القاضي، خالد محمود، أيمن الشيوي، سمر جابر، نهاد سعيد، ومجموعة من الوجوه الجديدة من شباب المعاهد الفنية والمسرح الجامعي، ومشاركة صوتية للفنان خالد الصاوي، وتأليف سامح مهران، وديكور وإضاءة صبحي السيد، وموسيقى طارق مهران، وأزياء مروة عودة، ماكيير لمياء محمود، كوافير محمد شاكر، وإخراج مازن الغرباوي.