يعد الممثل الراحل طلعت زكريا أحد النجوم الذين اعتمدوا في أدائهم التمثيلي على أن يكون طبيعيًا للغاية دون اصطناع، مؤمنا بأن كتاب "إعداد الممثل" للمسرحي الروسي الشهير قسطنطين ستانسلافسكي يتلخص محتواه في جملة "التمثيل هو ألا تمثل".
فالممثل الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ62 ذكر في لقاء تليفزيوني سابق أنه يحرص على أن يكون طبيعيا في أدواره، مغلفا هذا الأداء بالدراسة الأكاديمية في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتأثر بأساتذته في المعهد ومنهم جلال الشرقاوي وعبد الرحيم الزرقاني أد رواد الإخراج المسرحي في فترة الستينيات من القرن الماضي.
"انت هتبقى تاجر وترزي" هكذا تنبأ الرزقاني للفنان الشاب وقتئذ طلعت زكريا في مقتبل مشواره الفني، إذ أشار بطل فيلم "طباخ الرئيس" إلى أن رائد الإخراج المسرحي أخبره بأنه لن يكون "غول تمثيل" ولن تناديه خشبة المسرح القومي لأداء عروض مسرحية كلاسيكية، بل سيخطفه المسرح التجاري، الأمر الذي تحقق بالفعل، ليصبح منذ منتصف الثماينينات أحد أبرز فناني الكوميديا في مصر، خصوصا بعدما ظهر مع سمير غانم في مسرحية "فارس وبني خيبان" عام 1987 إخراج حسن عبد السلام.
استمر طلعت زكريا في مشواره هادفا إلى الضحك ومشاركا في العديد من الأعمال الفنية بأدوار ثانية ومنها "بهلول في إسطنبول" و"لا في النية" و"شجيع السيما" و"حرامية في تايالاند" و"كلم ماما"، و"التجربة الدنماركية" وجملته الشهيرة "قول حاحا" في الفيلم التي قالها للنجم عادل إمام، إذ جسد دور ضابط شرطة يستوقف الوزير قدري المنياوي ويشك في تعاطيه الخمور، ولمع الدور بشدة كما هو الحال مع معظم الفنانين الذين شاركوا الزعيم في أدوار بسيطة.
من هذه الجملة بدأ طلعت زكريا أولى بطولاته السينمائية عام 2006 بفيلم "حاحا وتفاحة" ثم تبعه بفيلم "طباخ الرئيس" الذي يعد علامة بارزة في مشواره السينمائي وحقق العمل نجاحا كبيرا، لكن الحظ خاصمه في فيلمه "الفيل في المنديل"، ليقدم بعد ذلك عدد من التجارب السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، ويرحل عن عالمنا في يوم 8 أكتوبر عام 2019.