ناقش منتدى نوت ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة فى دورته السابعة، قضية المرأة والسينما والعدالة المناخية، وقالت الدكتورة عزة كامل مديرة منتدى نوت، ونائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة إن زيادة البطالة والعنف ضد المرأة والاتجار بالبشر ونقص الموارد المرتبطة بالمياة والزراعة وتأثيرها على الصحة، كل ذلك يضاعف التهديدات التي تتعرض لها النساء، فالمناخ ليس مجرد أزمة بيئية، وإنما يؤثر على السلام المجتمعي وعلى التحديات التي تواجه المرأة ويجب أن تعكس السينما هذه الظاهرة بطريقة أو أخرى.
وقالت السفيرة ميرفت التلاوي رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان إن مناقشة قضايا المرأة عبر السينما وارتباطها بالمناخ أمر مهم جدا، ويؤكد الدور المهم الذي يقوم به مهرجان أسوان في تناول كل القضايا التي تمس المجتمع، وتحدثت عن فيلم أريد حلا والدور المهم الذي قام به في تغيير القانون .
وأضافت د. عزة كامل نائب رئيس مجلس الأمناء مهرجان أسوان : نحتاج أن ينعكس هذا في السينما والدراما ، وهناك مسئولية على المبدعين وصناع الأفلام لربط القضايا المناخية بقضايا المرأة، من قضية الختان أو الإجهاض أو الأمن الغذائى الذى تتحمله النساء بشكل كبير جدا.
وأشار هانى إبراهيم عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، ورئيس مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، إلى أن القضية تكمن في كيفية إلقاء الضوء على مظاهر التغير المناخى فى القرى والمحافظات المختلفة مثل الجفاف او التأثير على الزراعة أو غيرها من المظاهر. نحتاج إلى رسائل توعية وأفلام وثائقية لتطوير أفكار تعالج نقص المياه أو ارتفاع درجات الحرارة أو غيرها من مظاهر مواجهة المشاكل والتغيرات المناخية .
وقال هاني إن قضايا المناخ والمرأة ستكون على قمة الأجندة التنموية السياسية خلال السنوات القادمة، وأولا أريد أن أشيد بفكرة دمج قضايا المرأة في هذا المهرجان السينمائي الكبير، فتوظيف السينما لطرح ومناقشة ومعالجة قضايا المرأة أمر مهم، وحتى عام 2050 ستكون هناك معاناة لمعرفة ما الذي سيحدث في العالم ، هناك فروق شاسعة بين الشعوب المختلفة ، بسبب تغيرات جينية والطبيعة فرضت على الإنسان حتى شكله، المناخ سلاح خطير ومن أهم التحديات التي تواجه البشر وإذا لم ننتبه له ممكن أن نفنى فقضايا المناخ لا تؤثر فقط على اقتصادياته أو وضعه الاجتماعي وانما على وجود الإنسان بشكل عام .
وأضاف : الاهتمام الدولي غير المسبوق بالمناخ يعكس تأثير المناخ على حياة البشر، وفي قمة المناخ الأخيرة قال أحد القادة إن هناك مدنا مهددة بالزوال وأزمة الغذاء الأخيرة تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية وأثرت بشكل كبير على المرأة، وهناك أيضا التغيرات المناخية التى أثرت بشكل كبير على الإنتاج الزراعى بسبب نقص الأمطار، والنساء هن الضحايا الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية والمناخية، فى زلزال تركيا كانت نسبة النساء والفتيات هن أكثر الضحايا، والدول التي لديها إنذار واستعدادات مبكرة هي التي تستطيع مواجهة التغيرات المناخية، توفر لهم التقنيات والآليات التي تحمي مواطنيها .
واستكمل حديثه قائلا: سرعة الاستجابة في الكوارث سريعة لدى الرجل في حين مسئولية المرأة تجاه أبنائها وأسرتها يجعلها أقل استجابة، و80% من المشردين من النساء و25% من الفتيات متسربات من التعليم، كما أن تعرض النساء لأشكال كثيرة من العنف أدت إلى توابع نفسية واجتماعية خطيرة فالنساء الأكثر تعرضا للاستغلال الجنسى والعنف الجسدى، ويحدث ذلك فى المخيمات وفي المناطق التي تعاني من أزمات اقتصادية أو مناخية حادة.
وتابع إذا أردنا وضع الموضوع على أجندة اهتماماتنا فلدينا من الآن وحتى 2050 ، كما يجب أن تهتم السينما بهذا الأمر وصناعة أفلام في هذا الإطار، فالسينما العالمية عالجت قضايا المناخ في أفلام كثيرة جدا ، السينما المصرية متأخرة في هذا الصدد، نادرا ما تتناول قضية مناخية بمعالجة جادة، ودائما هناك تسفيه أو تسطيح للموضوع، أعتقد ان للسينما دور مهم في معالجة معاناة المرأة وسط التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.