لا يختلف ناقد متخصص أو مشاهد غير متخصص على موهبة الفنان الكبير رشدي الشامي فقد نال الشامي إشادات كثيرة جدًا عبر السوشيال ميديا وكتبت في أدائه "بوستات" عديدة، وكلنا أحببنا شخصية "عم ربيع" التي يقدمها في مسلسل "تحت الوصاية"، فأداء ذلك المبدع العبقري منضبط جدًا، ويدرس، فهو كما يقال في سوق الوسط الفني "اسطي تمثيل كبير" يمتلك درجة عالية جدًا من الصدق الفني في الأداء.
الفنان رشدي الشامي لم يظهر فجأة فهو نجم من نجوم المسرح المصري وعضو من أعضاء فرقة المسرح القومي وقدم من قبل الكثير من الروائع علي المسرح، ويعرفه كل متابع للمسرح، وأنا شخصيًا شاهدته في أكثر من عمل مسرحي منها: (زكي في الوزارة، أهلا يا بكوات، الملك لير، الجريمة والعقاب)، وكنت دائمًا أتساءل أين هذا الفنان من الدراما التليفزيونية والسينما، ولماذا لا يستعين مخرجو السينما والمسلسلات به، ولكن هذا هو حال الكثير من الفنانين الذين ينحتون في الصخر ويقدمون أعمالاً مسرحية رائعة ولكن لا يشعر بهم أحد وهذه قضية سأطرحها في مقال قادم.
نعود لرشدي الشامي وموهبته، فهو من نوعية ممثلين لديهم قدرة علي تجسيد كل الشخصيات، فهو مثل الصلصال يستطيع أي مخرج تشكيله حسبما يري، وحينما تسند له شخصية ستجده أهلا لها يقدمها باحترافية من حيث اللهجة ولغة الجسد، وفي كل شخصية يقدمها لن تجد لها شبيها لشخصية أخري قدمها مثله مثل العملاق محمود المليجي الذي كان يقدم الشر والطيبة بنفس القدر من النجاح والتأثير، فهو بذلك سيكون ضمن قائمة " المشخصاتية العظام " في تاريخ الفن المصري والعربي والتي تضم أسماء كبيرة منها نجيب الريحاني ومحمود المليجي ومحمد صبحي ومحمود مرسي وعادل أدهم ، وأخرين .