ذات يوم وجدت زميلة صحفية تتصل بي وتقول لي الأستاذسمير صبريعايز رقمك فهل أمنحه الرقم؟.. فقلت لها: بكل تأكيد.. ولم يمر نصف ساعة إلا ووجدت مكالمة طويلة من الفنان سمير صبري يشكرني على حوار أجريته مع الفنانة سميحة أيوب، فاندهشت جدًا من الموقف لأنه عادة يتصل بك فنان ليشكرك على ما كتبته عنه أو على حوار أجريته معه، لكن أن يشكرك على حوار مع فنان آخر كانت غريبة بالنسبة لي.
هذه القصة حاولت أبدأ بها مقالي عن الفنان سمير صبري لأنها تكشف عن فنان مثقف يقرأ ويطلع ويتابع، ولا أعتقد أن الجيل الحالي من الفنانين يقرأ الصحف ولا يتابع المواقع ولا يطلع على المقالات اليومية لكبار الكتاب، هكذا كان سمير صبري يمتلك لنفسه أرشيفًا من المقالات والحوارات التي تعجبه ويستفيد منها في برامجه التي يقدمها.
اليوم هي الذكرى الأولى لرحيل سمير صبري الفنان الشامل والإعلامي والمطرب والمثقف والحكاء والكوميديان، ولن أنسى يومًا ما اتصل بي وقال لي هتحضر معايا النهاردة عيد ميلاد الكابتن حسن مختار، زوج الفنانة رجاء الجداوي، وذهبت معه لأجد نفسي جالسًا مع ثلاث فنانات أعشقهن : دلال عبد العزيز، ميرفت أمين، رجاء الجداوي، والإعلامية بوسي شلبي كانت من ضمن الحضور وابنة الفنانة رجاء الجداوي أميرة، واحتفلنا بعيد ميلاد الكابتن حسن مختار، وبعد انتهاء عيد الميلاد كانت المفاجأة فقد أخرج الفنان سمير صبري من جيبه ورقًا صغيرًا مكتوبًا بداخله أسماء أفلام وسألني تلعب ولا تتفرج؟ فقلت له: مش فاهم!، فقال لي هنلعب "بدون كلام"، فقلت له فورًا: ألعب طبعًا وأنا في ديك الساعة، ولعبت في فريق الفنانة ميرفت أمين أنا والفنانة دلال عبد العزيز، والفريق الآخر كان الفنانة رجاء الجداوي والإعلامية بوسي شلبي.
لعبت "بدون كلام" وهي لعبة كانت برنامج شهير في فترة التسعينيات قدمها سمير صبري في رمضان، وقدمها أيضًا الفنان حسن مصطفى وكان من أنجح وأشهر البرامج في الشهر الكريم فترة التسعينيات، وتعتمد فكرة البرنامج على إخطار مقدم البرنامج اسم العمل الفني للنجم دون أن يعرف بقية المشاركين من النجوم، ثم يحاول النجم شرح اسم العمل بدون كلام مستخدمًا لغة الإشارة فقط، وقد شارك في البرنامج عشرات من نجوم الفن في مجالات مختلفة طوال حلقات البرنامج، والبرنامج أخرجه مخرج الإعلانات الإنجليزي الشهير وقتها روب بانوكي.
خلاصة القول.. سمير صبري له فضل كبير على الكثير من الصحفيين والنقاد وكان صديقًا للجميع ومحبًا للجميع ويعمل خيرًا كثيرًا شاهدته بعيني، وداعمًا كبيرًا لأي صحفي أو مذيع أو مخرج يطلب منه مساعدته، إضافة إلى ذلك كان رياضيًا جدًا، واندهشت حينما ذهبت له يومًا ما إلى أحد الفنادق وكنا على موعد بجوار حمام السباحة، وظللت أبحث عنه حتى وجدته يعوم كشاب في العشرين رغم أنه وقتها كان قد تجاوز الثمانين من عمره، رحمه الله وحكاياتي معه لم تنته،ِ مؤكد كل ذكرى له سوف أخرج حكاية لأوفيه حقه، فهو مدرسة تعلمت منها عن قرب وعن بعد.