تلقائيته الشديدة كانت سببا فى مشاكل عديدة واجهته فى حياته أدت لدخوله السجن مرة ومستشفى الأمراض العقلية مرة وغضب الرؤساء والملوك منه، برغم أنه كان يلقى نكتا يريد بها إسعاد الناس.. هذا هو الفنان إسماعيل ياسين .. الشهير بـ"سمعة" صانع البهجة وأيقونة الضحك فى السينما المصرية وفى المسرح أيضا.
حكايات إسماعيل ياسين بعيدا عن الكاميرات كثيرة وجميعها تحمل إما مواقف كوميدية أو إنسانية، وأولى الحكايات كانت مع الملك فاروق عام 1950 فقد دعى القصر الملكى الفنان إسماعيل ياسين لحفل خيرى لصالح جمعية "مبرة محمد على" وتم إرسال دعوة لكبار رجال السياسة فى مصر وكذلك الاقتصاديين والفنانين من بينهم نجم شباك الكوميديا فى هذا الوقت إسماعيل ياسين.
عند بدء فقرة إسماعيل ياسين طلب منه الملك فاروق الكشف عن نكتة جديدة واستجاب "سمعة" لطلب الملك وقال "مرة واحدة مجنون زي جلالتك كده" وقبل أن يستكمل النكتة، انفعل الملك على نجم الكوميديا وقال له: "أنت بتقول إيه يا مجنون" فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيا عليه لينجو من غضب الملك، ليطلب فاروق من طبيبه بتشخيص حالته بعد أن استفاق وأمر الملك بنقله لمستشفى الأمراض العقلية مع تحمله كل مصاريف علاجه وتم وضع "سمعة" في مستشفى الأمراض العقلية بالفعل 10 أيام ليغادر بعدها.
أما القصة الثانية التي تسببت في غضب الرئيس جمال عبد الناصر من الفنان الكوميدي الكبير إسماعيل ياسين كانت لها قصة رواها الكاتب الكبير أنيس منصور قائلا : المشير اليمني عبد الله السلال كان في رحلة علاج بمصر في مستشفى المواساة بالإسكندرية ، وكانت الدولة المصرية مهتمة كثيراً بالرئيس اليمني ووفرت له كل سبل الراحة كما استعانت المخابرات المصرية بإسماعيل ياسين من أجل إضحاك المشير اليمني مقابل مبلغ مادي كبير بالإضافة إلى سيارة خاصة تنقله يومياً إلى المستشفى وبالفعل ذهب إسماعيل ياسين لمستشفى المواساة للتخفيف عن "السلال" وألقى عليه نكتة أسعدته للغاية، وطلب منه أن يكررها خلال زيارات "سمعة" المتكررة.
كررها الفنان الكبيرعلى الرئيس اليمني حتى شعر "سمعة" بالملل من تكرار هذه النكتة، واقترح على "السلال" أن يسجلها بصوته كي يسمعها ويضحك عليها كل مرة توفيراً لمجهود حضوره إليه ورفض الرئيس اليمني هذا الأمر مؤكداً أن طريقة إلقائه للنكتة كل مرة هي التي تضحكه.
تحسنت حالة "السلال" الصحية وخرج من المستشفى وأقام حفلا كبيرا لشكر إسماعيل ياسين، وأكد أنه النكتة التي كان يلقيها عليه كانت له سببا كبيرا في تعافيه وهنا تساءل الناس عن النكتة التي كان يلقيها إسماعيل ياسين على الرئيس اليمني والتي ساهمت في تحسن حالته الصحية بهذا الشكل.
وكانت النكتة لرجل يجلس في مقهى ويقرأ الجريدة بشكل يومي وخاصة الصفحة الأولى منها، ثم يلقيها على الأرض غاضباً، وسأله الناس لماذا هو غاضب بهذا الشكل ولماذا ألقى الجريدة؟ أكد بأنه يقرأ صفحة الوفيات، فرد عليه أحدهم بأن صفحة الوفيات بالداخل، ليعود ويرد بأنه يعلم ولكن الشخصية التي في باله لن يتم إعلان خبر وفاته إلا عبر الصفحة الأولى، وفور علم الرئيس جمال عبد الناصر بهذه النكتة غضب بشكل كبير لأنه اعتبرها إسقاط عليه وتمنيا لموته وأكد الكاتب أنيس منصور بأنه هو كان صاحب النكتة الشهيرة التى أغضبت جمال عبد الناصر من إسماعيل ياسين وهو من قالها له .
قصة أخرى تحمل "إفيه" من نجم الكوميديا إسماعيل ياسين عندما تواجد على الجبهة في حفلة ترفيهية للجنود السوريين فطلب سمعة زيارة الخطوط الأمامية للجيش وأصر أن يطل مباشرة على الاسرائيليين في الوقت الذي وجهت له القيادة السورية تحذيراً من هذا الأمر ليرد إسماعيل ياسين بهز كتفية وقال "أنا عاوز أوريهم النجوم فى عز الظهر"، وحاول التقدم وكان على بعد 100 متر من أرض فلسطين المحتلة وحذره القادة العسكريين السوريين مرة أخرى من أن الصهاينة سيطلقون عليه النار.
ليعود مرة أخرى نجم الكوميديا ليرد على القادة السوريين بأنه لا يهمه رصاص الاحتلال، فهو ليس خائفاً من الموت وسيموت كما عاش على الضحك، وتمنى لو كان جندياً ليحارب أولئك الذين اغتصبوا الأراضى العربية.