فنان استثنائي عشق فنه ووهب له حياته، فاستطاع أن يحقق نجومية كبيرة وهو في عمر صغير ، برع في الموسيقي والتمثيل وتقديم البرامج ، وأحبه الجميع علي المستوي الشخصي والفني ، هو الفنان الراحل عزت أبو عوف والذي يحل اليوم السبت الموافق 1 يوليو ذكري وفاته، فقد ترك وراءه إرثاً عظيماً جعله يعيش بين الأجيال لسنوات وسنوات.
رغم دراسته للطب إلا أنه عشق الموسيقي منذ صغره، ويبدو أنه قد ورث حبه للموسيقي من والده الراحل الموسيقار أحمد شفيق الذي كان قد رفض دخول عزت لهذا العالم ولكن لم يقف أمام موهبة عزت أبو عوف أي مانع وساعدته علي ذلك والدته التي كانت تؤمن بموهبته وكانت أول فرقة موسيقية لعزت أبو عوف les petits chats.
وقال أبو عوف عن تلك الفترة في إحدي اللقاءات : رغم أنني قدمت العديد خلال مشواري الفني سواء في الموسيقي أو التمثيل أو البرامج إلا أنني لم أشعر بالنجومية الحقيقية إلا عندما كنت بفرقة les petits chats ، ولعل السبب أن النجومية في تلك المرحلة كانت أمر غاية في الصعوبة وأستطعنا أن نحققها برغم كل المعوقات التي واجهنا ورفض أهلنا اما نقوم به لكن لم يقف أمام تحقيق حلماً شيئاً.
وكان لفرقة الفور أم الذي أسسها عزت أبو عوف مع أخوته البنات عامل كبير في تحقيق شهرته الواسعة ، تلك الفرقة التي ظل يعتز بها ويعترف بفضلها حتي وفاته حتي أنه كان يفكر في إعادتها مرة أخري في أخر أيامه إلا أن القدر لم يمنحه الفرصة ، وكانت تكوين تلك الفرقة بمحض الصدفة حيث كان عزت يقوم بتلحين أحد الأغنيات وحاول مع الكثير من الكورال أن يؤدي اللحن كما يريد بالظبط ولكن لم يستطع أحد منهم فدب اليأس في قلب عزت وكاد أن يفقد الأمل ، وفي يوم كان يدندن الأغنية علي البيانو وهو في حالة يأس ليدخل عليه أخوته البنات الأربعة ليسألوه عن سبب حزنه فحكي لهم فطلبوا منه أن يقوم بتجريب غنائها ففوجأ عزت أنهم غنوها بنفس الطريقة التي يريدها وهنا أقترح عليهم أن يغنوها هم وكانت والدته التي أعتادت علي تشجيعه تسمع الحوار الذي يدور بينهم فشجعتهم علي ذلك وبالفعل غنوها.
ومن هنا جاءت فرقة الفور إم ، وكشف عزت أبو عوف في إحدي اللقاءات عن سبب بداية الفرقة بأغاني قديمة وليست أغاني لهم حيث قال : نحن الخمسة كان شكلنا يبدو وكأنها خواجات فإذا كنا بدأنا بأغاني جديدة كان الكل سيعتقد أننا خواجات وسينفر منا الكثير لذا قررنا أن تكون البداية بأغنية " الليلة الكبيرة " وكانت نيتنا أن نغني لمدة شهرين فقط ولكننا أستمرينا لمدة 12 عام ، فأتذكر أننا قدمنا أغنية بمهرجان إسكندرية السينمائي ورقص عليها عادل أدهم وصفاء أبو السعود وكانت المرة الأولي التي تظهر فيها بالتلفزيون ، وفي اليوم التالي وجدنا كل الجرائد تكتب عنا ونجحنا نجاحاً كبيراً لم نتوقعه.
وكان أبو عوف سبباً بنجومية الفنان محمد فؤاد فهو من أكتشفه ، وكشف فؤاد في إحدي اللقاءات عن سبب مساعدة عزت أبو عوف له حيث قال : في إحدي الأيام سألت الدكتور عزت وقلت له " ليه لما شوفتني أول مرة برغم أن الدنيا كانت ضلمة ومعاك أخوتك البنات نزلت من العربية وطلعت ورقة وقلم من شنطة العربية وكتبتلي رقمك وأنت عمرك ماشفتني ، ورد عليا : عشان أنا حلمت بيك قبل ماقبلك بأسبوع " وهنا أيقنت أنه القدر .