نظمت مكتبة الإسكندرية، مساء اليوم الجمعة ، ندوة للفنان فتحي عبد الوهاب ولقاء مفتوح مع الجمهور ضمن فعاليات البرنامج الثقافي بمعرض الكتاب في دورته الـ18، وأدار اللقاء محمد عبد الرحمن .
أعرب الفنان فتحي عبد الوهاب عن سعادته بتواجده في مكتبة الإسكندرية، والمدينة الساحلية، التي يحمل الجميع ذكريات معها، وتحدث عن بداياته الفنية التي وصفها بالصعبة لعدم وجود يقين حول المستقبل في ذلك الوقت، ولكنه اليوم يراها بدايات شيقة.
وأشار "عبد الوهاب" ،إلى أن أدواره التي جسدها في بداية مشواره "أرض الخوف" و"طيور الظلام" تم اختياره لها عقب أدواره في المسرح، الذي يعد أهم العناصر إفادة في تاريخ أي ممثل، موضحًا أنه درس في كلية الآداب قسم مسرح رغم تخرجه في كلية التجارة، لأن الدراسة مهمة لأي فنان لصقل موهبته وتجنيبه أخطاء تكلفه وقت وأدوار فنية.
وأضاف "عبد الوهاب" إن الفنان قادر أن يخلق من كل مشاهده في العمل الفني مشهد رئيسي من خلال التنقيب في الشخصية التي يؤديها، وهو ما حدث مع شخصية الضابط سليمان عزت التي قدمها في مسلسل ريا وسكينة، إذ إنه في الأساس كان دور الفنان الراحل خالد صالح، وصور الحلقة الأخيرة في يوم واحد فقط ، ولذلك اعتبر كل مشهد أنه رئيسي.
وأوضح "عبد الوهاب" أن السينما في الأساس هي فن ترفيهي وهدفه تسلية الجمهور، وإذا ما أخذ بعد آخر أصبح تثقيفي، وهي فكرة غائبة عن كثير من الجمهور، والمشكلة التي تواجهها السينما هي قلة الإنتاجات، مضيفا أن عائلة السبكي حملت هذه الصناعة في أكثر أوقات السينما إظلامًا.
وأكد "عبد الوهاب" أنه كان سعيد الحظ بالعمل مع مخرجين كبار من بينهم خيري بشارة وداود عبد السيد، كما أنه وقف لأول مرة أمام كاميرا مع المخرج شريف عرفة، وكذا العمل مع كريم عبد العزيز وأحمد مكي، حيث تعلم منهم الكثير.
واستطرد "عبد الوهاب" قائلا: "لا ألتفت إلى الإعجاب بأدواري لأن كل ما أهتم به أن أكون مخلص للشخصية التي أقوم بها وفقط، كما أنني لا انزعج من الكوميكس التي تنتشر عن الشخصيات التي أؤديها".
وعن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، شدد "عبد الوهاب" أنه لا يتمنى حضور تطورات هذا المجال بشكل عام، معتقدًا أنه لن يؤثر على الأغنية ومهنة التمثيل لأن هذه فنون تتعلق بالروح والتي يصعب صناعتها، مضيفا أن التمثيل مثل الفنون الأخرى يتطور باستمرار، كما أن المشاعر الإنسانية تتغير وطرق التعبير عنها، ولكن تظل أفرع الفنون كلها ثابتة.
واختتم "عبد الوهاب" ندوته بأن التنوع الفني هو الذي يحيي الفنان ويعطيه قبلة الحياة، مشيرا إلى أكثر الشخصيات الفنية قربا إلى قلبه "فرحان ملازم آدم" حبًا في فطرته، وشخصية "عبد الرحيم" في "عصافير النيل" بسبب حبه للحياة.