انتشر فيديو للفنان إيمان البحر درويش وهو يرفع الآذان من أمام منبر أحد المساجد بصوته الرائع ، والحقيقة ان البلاد العربية ومنذ عقود مضت شهدت الكثير من تلك الحالات لمطربين يرفعون الآذان ويعتلون منابر المساجد .
من أشهر من قاموا بذلك الشيخ سلامة حجازي وهو في سن الخامسة عشرة، حين كان يعتلي مآذن مسجد البوصيري وجامع المرسي أبو العباس ، ويذكر زياد عساف في كتابه " المنسي في الغناء العربي " واقعة في بيروت للشيخ سلامة حجازي فقد كان هناك لعرض إحدي مسرحياته الغنائية ولم يكن معروفا في لبنان وقتها وخشي ألا يحالفه النجاح ، فما كان منه إلا الذهاب للمسجد الرئيسي في بيروت ، وأذن للصلاة حتي لفت انتباه الناس بجمال صوته ، مما زاد إقبالهم علي حضور مسرحيته "صلاح الدين الأيوبي" ولاقت استحسانا وإشادة كبيرة من جمهور مسرح بيروت.
من المنشدين والمغنيين الذين قاموا بمهمة المؤذن أيضا إبراهيم البلتاجي والد المطربة أم كلثوم في مسجد قريتهم " طماي الزهايرة " ، وأيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يرفع الآذان من أعلي مئذنة مسجد سيدي الشعراني في حي باب الشعرية الذي ولد وتربي به، واستمر علي ذلك حتي أوائل الخمسينيات .
أيضا المطرب الكبير محمد عبد المطلب كثيرا ما تطوع في شهر رمضان أيضا مؤذنا لصلاة الفجر من علي مئذنة مسجد الفحامين ومسجد سيدي الشعراني ، والموسيقار سيد مكاوي بقي لفترة طويلة يرفع الآذان للصلاة من مسجد أبي طبل ومسجد الحنفي في حي الناصرية بالسيدة زينب في ليالي شهر رمضان .
ولو عدنا بالزمن أكثر سنجد أن المطرب عبده الحامولي كان يؤذن من أعلي مئذنة مسجد الحسين العريق بالقاهرة ، وفي سوريا سنجد المطرب صباح فخري كان مؤذنا لجامع الروضة في حلب ، والمطرب محمد ثروت أدي ورفع الآذان في أنشودة أمة الإسلام ، أيضا المطرب غيهاب توفيق سجل الآذان بصوته وكان يبث من خلال القنوات عبر الفضائيات في شهر رمضان .
وكانت قد سجلت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بعض السور القرآنية بصوتها ، وقام بهذه الخطوة أيضا الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وكان قد تقدم الموسيقار زكريا أحمد إلي الأزهر بفكرة تلحين بعض السور القرآنية إلا أن لجنة الفتوي بالأزهر اعترضت علي هذه الفكرة .