بقبول عال منحه الله إياه وأداء يصنفه أهل الفن بأنه السهل الممتنع، دخل الفنان الراحل شوقى شامخ القلوب، ببساطته وثقافته الواسعة إذ كان قارئا نهما، فتجد اسمه على تترات أهم الأعمال الدرامية المصرية، أبرزها رأفت الهجان، وليالى الحلمية، وأرابيسك، وزيزينا، وفى علامات السينما مثل "كتيبة الإعدام" و "البحث عن سيد مرزوق"، فظل مرتبطًا بالكاميرا حتى آخر يوم فى عمره بعد أزمة قلبية مفاجئة خلال تصوير دوره فى مسلسل المصراوية.
بيرين شامخ ابنة الفنان شوقى شامخ، تروى لـ"انفراد" كواليس الساعات الأخيرة فى حياة أبيها الراحل، قائلة: توفى يوم جمعة بعدما دخل فى غيبوبة يومًا كاملًا إثر أزمة قلبية خلال تصوير دوره فى مسلسل "المصرواية" فى دهشور".
وتابعت بيرين شامخ: "بابا تعب جدا خلال التصوير نتيجة حرق "قش" فى منطقة دهشور، ولبعد المسافة بين اللوكيشن والمنزل التى تستغرق 5 ساعات كانت الجلطة ضعفت عضلة القلب، وفارق دنيانا".
وكشفت بيرين أن من أقرب أصدقائه من الوسط الفنى، النجم صلاح السعدنى، والفنان عهدى صادق، والمخرج جمال عبد الحميد، والفنان صبرى عبد المنعم، والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة.
وقصت بيرين بدايات الفنان شوقى شامخ حينما كان يخطو أولى خطواته فى عالم الفن، وقالت إن جدها كان غير مقتنع بأن يكون ابنه ممثلا، ويرى أن الأفضل أن تكون له وظيفة مضمونة، وبالفعل عمل "شامخ" موظفا فى وزارة الثقافة وتحديدا بالمسرح المدرسى، وبعد عرض مسلسل الشوارع الخلفية عام 1979 نال عنه إشادات واسعة بدأ أبوه يقتنع شيئًا فشيًئا بموهبة ابنه فى التمثيل.
لم تعرف الشهرة طريقها إلى الفنان شوقى شامخ رغم مشاركته فى أكثر من عمل، لكنها كانت تعرض فى الدول العربية، فشعر أن الحظ يعانده، وبدأ يفكر فى هجر التمثيل وبالفعل سافر إلى الجزائر وعمل مدرسا للمسرح، حتى تعرف على الأستاذ أسامة أنور عكاشة، الذى أقنعه بعدم التخلى عن التمثيل، ليتعاونا بعدها فى أكثر من عمل، ويثبت شوقى شامخ قدمه فى عالم الفن ليصبح أكثر الوجوه المألوفة للمشاهد.
"أبى كان رافضًا للمسلسلات التافهة التى بدأت تظهر على الساحة فى آواخر أيامه، وكان يأبى أن يقدم أى عمل تافه لمجرد التواجد فقط" هكذا كان مبدأ أبيها الذى لا يمكن أن يتنازل عنه، وتستكمل بيرين: "دايما يقول لى الإنسان عبارة عن سمعة وسيرة بتفضل بين الناس ومفيش حاجة بتدوم عشان كدة الواحد لازم يتقى ربنا".
وعن أعمال أبيها المفضلة، صرحت بيرين: "إيفرايم سولومون فى رأفت الهجان من أكثر الأدوار التى أحبها الجمهور ، وما زالت تتذكرها حتى الآن، رغم أن الدور كان صغيرا، بالإضافة إلى "كمال خلة" فى رائعة "ليالى الحلمية".
وقصت بيرين ذكريات لا يمكن أن تنساها لأبيها الراحل، قائلة: "وأنا صغيرة كنت بقوله يا شوقى ولماما يا ماما باعتبار انه صاحبى.. بابا كان كريم لأقصى درجة وكان من الناس اللى أول ما تدخل مكان أول ما يتكلم كل الناس تسمع له.. كان عنده قبول غير عادى.. وعمره ما كان يشوف حد بيتظلم فى حاجة قدامه ويسكت".
وتابعت: " كان يتمتع بخفة ظل ودايما يهزر، وكان مزيجا من الأب المسئول الشديد وقت الزوم، والصاحب اللى بيديك نصائح ويسمعك ويمنحك مساحة من الحرية طالما تحسن استخدامها".
واختتمت بيرين: "كان بيحب الفن جدا و يعتبره رسالة و عمره ما رضي يمشي مع الهوجة والتفاهة".
يذكر أن الفنان شوقى شامخ تزوج من سيفين صلاح الدين مذيعة النشرة الفرنسية ومقدمة برنامج عالم الطب وعلماء 2000، عن قصة حب ، وكان يرسل لها جوابات ظلت محتفظة بها حتى بعد مماته، وأنجب منها سيرين الابنة الكبرى وأحمد الذى يصغرها بـ 5 سنوات.