تخطت شهرة فريد شوقى الذى نحتفى بذكرى ميلاده 30 يوليو من كل عام، حدود مصر ووصلت للعواصم الأوروبية وتحديدًا تركيا، إذ تصدر "أفيشات" الأفلام التركية فى ستينيات القرن الماضى، وكان الجمهور التركى يحجز مقعده فى السينما لمشاهدة وحش الشاشة وذلك فى بطولة أفلام من إنتاج تركى مصرى مشترك، وحينها، كان تُصنَع من الفيلم نسختان، إحداها مصرية، والأخرى تركية، تتم فيها دبلجة صوت "وحش الشاشة" باللغة التركية.
كان المخرج اللبنانى من أصول تركية "سيف الدين شوكت" هو صاحب فكرة الخروج إلى تركيا بعد نكسة 1967وتقديم أعمال سينمائية مشتركة تضم ممثلين من العرب والأتراك وكانت البداية من إخراجه فيلم "غرام فى إسطنبول" من بطولة الكوميديان السورى دريد لحام، ونهاد قلعي، إضافة إلى ممثلين من تركيا مثل "سيفدا نور"، و"أورغن غوكنار"، و"لطفى أنجان".
حقق "غرام فى إسطنبول" نجاحا فى تركيا وكان "فريد شوقى" واحد من المتحمسين للمشاركة فى السينما التركية إنتاجا وتمثيلا مستغلا ثقله الفني، وسيرته السينمائية الحاشدة، وفى عام 1968، ظهر ملك الترسو فى 6 أفلام تركية دفعة واحدة، وكان مساهما فى إنتاج كثير منها، إضافة إلى اعتماده على السيناريست المصرى عبد الحى أديب فى تأليفها.
كان أول تلك الأفلام "خمس نساء مثيرات" من بطولة النجم التركى جونيت أركين، والنجمة هوليا دارجان. وظهر فيه ممثلا مساعدا. والثانى فيلم "البحث عن عريس". أما الفيلم الثالث وهو الأهم، فهو فيلم "جميلة"، والذى عرب عنوانه إلى "عثمان الجبار"، وشارك فريد شوقى فى بطولته مع النجم التركى مراد سويدان والنجمة التركية الأهم فى ذلك الوقت "هوليا كوتشيت".
حقق فيلم "عثمان الجبار" نجاحا غير مسبوق فى دور العرض التركية. وذاعت شهرة فريد شوقى تحديدا بين الأتراك بسبب ذلك الفيلم، نتيجة لإعجابهم بقدراته التمثيلية كنجم "أكشن" وبلغ نجاح وحش الشاشة بسبب "عثمان الجبار" أن حصل عن دوره فى الفيلم، على جائزة البرتقالة الذهبية كأفضل ممثل مساعد فى مهرجان أنطاليا السينمائى العام 1969. ليكون أول ممثل أجنبى يحصد الجائزة فى المهرجان الأهم بــتركيا.
وظل فريد شوقى يقدم الأفلام التركية لأكثر من 10 سنوات ونالت شهرة وانتشاراً واسعاً فى تركيا، تعادل مثيلتها فى العالم العربى.