قال الفنان الكبير محمد أبو داود خلال ندوة الاحتفاء بالزعيم عادل إمام، خلال فعاليات المهرجان القومى للمسرح فى دورته 16 والتى أقيمت بالمجلس الأعلى للثقافة وأدارها الدكتور عمرو دوارة: عادل إمام ذكى ومن القلائل الذين استطاعوا إدارة موهبتهم، لأنه من الممكن أن يكون الشخص موهوب لكنه لا يستطيع إدارة تلك الموهبة، ومن حظ عادل امام أن الله سبحانه وتعالى وضع فى طريقه اثنين أضافا له الكثير، وهو الأستاذ سمير خفاجة، والذى نطلق عليه مكتشف النجوم وصانعهم، وهو كان يستطيع أن يحدد من هو الفنان الجيد، عندما طلب سمير خفاجة ممثلا وكان طلبه محددا بشخص عينه بها لؤم فجاءه عادل إمام، وبالفعل عمل مع خفاجة، ونجح فى أول عمل.
وتابع أبو داود: عندما عرضت مسرحية أنا وهو وهي قرر فريد شوقي أن يشتريها وينتجها ويقدمها في السينما، لكن اعترض سمير خفاجة لأنه وجد أن الرواية ستفشل وأن الدور ليس دور فريد، واقتنع فريد لكنه قرر أن يقدمها بنفس فريق عمل المسرحية، وبعد عرض الفيلم نجح عادل إمام نجاحا كبيرا بشخصية دسوقى أفندى الذى قدمه وبعد يوم واحد عرض عليه عشرة أعمال لكنهم جمعيهم طلبوا تكرار شخصية دسوقي أفندي، فكتب عادل إمام على السيناريو "دسوقى أفندى مات".
وأضاف: والشخص الثاني الذي أثر بحياة عادل إمام هو فطين عبد الوهاب، عادل إمام كان لديه إصرار، فمثلا سعيد صالح ممثل عظيم ولديه خفة دم وعمل أدوار كثيرة ممتازة، فمثلا في مسرحية المشاغبين كان أجره أغلى من عادل إمام، لكن الفرق بينهما أن عادل لديه دأب وإصرار أن يستمر في النجاح، وقد عملت معه عشر سنوات بمسرحية بودي جارد وطيلة عمرنا نشاكس بعضنا البعض، فكان يحبني ويثق في ويعلم جيداً أنني أمين علي العمل.
وتابع محمد داود: والضلع الأهم في حياة عادل إمام هي هالة الشلقاني الزوجة السيدة العظيمة التي أخدت عادل إمام في سكة ثانية، فدائماً نقول إن وراء كل عظيم امرأة فهي سيدة عظيمة وربت الأبناء بطريقة جميلة، فعادل إمام نجاحه ليس من فراغ، شاطر وذكي ولماح ويعرف جيداً ماذا يفعل، كل مرحلة من مرحلة حياته كان يطور نفسه.
ومن جانبها قالت الناقدة الدكتورة سمية حبيب: عادل إمام هو أكثر ممثل حمل أفيش السينما المصرية اسمه زمنيا، بعد الفنانة الكبيرة لبلبة والفنانة الكبيرة فاتن حمامة، في الرجال هو أطول زمن لأنه من عام 64 وهذه ظاهرة فريدة، وهناك دائما بعض الظواهر لفنانين بمصر غير موجودين عالميا، عادل إمام لديه ذكاء في إدارة الموهبة ومن السمات التى رصدتها أنه تواصل مع أجيال كثيرة في فترة الـ60 عاما، من اول سيد بدير لابنه رامي إمام، مرورا بسمير سيف ومحمد خان فهناك ثراء في التجربة، وكذلك على مستوى الكتابة، وكان يكتشف كتاب جدد مثل يوسف معاطي، هذا هو الذكاء كيف تتواصل، وأعتقد أن من ذكاء عادل أنه تعلم ذلك من الذين سبقوه.
وأضافت سمية حبيب: كان عادل إمام دائماً حريص على صورته الاجتماعية ، والحقيقة أن هناك لحظات تاريخية تخدم الفنان، فعادل إمام خدمه الزمان والمكان الذى بدأ فيه، فمرحلة مسرح الجامعة كانت مهمة في حياة عادل إمام، تلك المرحلة التى تجمع بين حماس وفتوة الشباب ، وروح الهواية ، والجرأة على مواجهة الجمهور ، ثم ننتقل لنوعية الأعمال التي اختارها عادل إمام في المسرح بمرحلة نجوميته من أول شاهد ماشفش حاجة ، فدائما عادل كان يميل للشخصية الشاب المسالم الذي يرضي بحياته وفجأة يجد نفسه يقع بين الكبار سواء الأغنياء أو السياسيين، وهذه السلطة تحرك هذا المواطن البسيط حسب أهوائها، وهذه الشخصية الأسيرة عند عادل إمام انطلقت من قناعاته الشخصية أنه واحد مننا .
وأضافت : وأتحدث أيضاً عن فن الممثل عند عادل إمام فعندما ترى عادل إمام تجد أن هناك اتجاها فى الأداء مختلف تماما بحكم ذكائه، فهو لم يخرج الشخصية للجانب الكاركتيرى أو الأراجوزى، بمعنى أن عادل إمام يحافظ على معطيات الشخصية المصرية، لا يعطى بعد كاريكاتيرى للشخصية، لكن يضع بعد هزلى للمواقف التي يتعرضلها واستفاد كذلك بفنيات فن الارتجال.